كيف يقوي الحج ترابط المسلمين كأفراد مع ربهم؟
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
كيف يقوي الحج ترابط المسلمين كأفراد مع ربهم؟
كيف يقوي الحج ترابط المسلمين كأفراد مع ربهم؟
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
في الحقيقة هذا السؤال كبير مع قصر كلماته، ولكن من الممكن أن نجمل الإجابة في كلمات كلية بعدد كلمات هذا السؤال، ونفصل بعد ذلك بما ييسره الله جل وعلا.
إجمالاً أقول لأخي السائل: (كل ما في الحج من قول أو فعل فهو يقوي رابطتك بربك جل وعلا).
أما التفصيل فأطرحه في النقاط التالية:-
أولاً: تحقيقك للعبودية بامتثال أوامر ربك سبحانه القائل: "وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق" [الحج:27]. فإن ذلك من أعظم ما يقوي صلتك بالله سبحانه؛ فتأمل أمر الله بالحج في مواقيت زمانية ومواقيت مكانية، ويأمرنا أن نبيت بمنى وبمزدلفة ونقف بعرفات ونرمي الجمار ونحلق رؤوسنا ونتجرد من لباسنا ونطوف ونسعى ونترك مباحات كثيرة. وكل ذلك استجابة من العبد لربه، وقد لا يعلم الحكمة من فعله لهذه الأمور؛ لأنه عبد. والعبودية ضد الحرية التي تكون بها التصرفات المطلقة بدون حدود أو قيود أو أوامر أو نواه، فالعبد الحقيقي هو الذي يستجيب لأمر ربه ولو جهل الحكمة والسبب.
فأمرك الله أن ترمي الجمار في وقت محدد ومكان محدد وبحجر محدد، قد تقول: ما هذه الأفعال التي لا معنى لها؟ فغرابتها وخفاء حكمتها يجعلك في امتحان العبودية الحقة التي شعارها (سمعنا وأطعنا) لأن أول حكمة يجب أن يقف عندها العبد هي أنه بالسمع والطاعة يحقق العبودية التي تكون بها قوة الرابطة، والصلة بالله رب العالمين.
ثانياً: استخراج الدروس المستفادة من الحج هو من الأمور التي تقوي رابطتك بربك؛ فلو علمت أن الحج جهاد لا قتال فيه، كما أخبر النبي –صلى الله عليه وسلم- في مسند أحمد (24158)، وابن ماجه (2901). ولكن فيه تعب ومعاناة تعقبها راحة جسدية وطمأنينة نفسية وذلك بالخلاص من الذنوب والأوزار عندما ترجع كيوم ولدتك أمك؛ كما جاء في الحديث: "من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه" أخرجه البخاري (1820،1819)،ومسلم (1350). ولو تذكرت أن (أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين) فهذه ذكرى تشير إلى ماضي هذا البيت المبارك قبلة المسلمين.
كذلك فإن في الحج تربية خلقية (فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج)، وكذلك هو جمع منظوم مؤقت في أماكن معينة؛ وهي المشاعر المقدسة منى ومزدلفة وعرفات، كذلك الحج عزوف مؤقت عن الدنيا وزخارفها ويتجلى ذلك بترك المال والعقار وخلع المخيط ومفارقة الولد والأهل، كما أنه تذكير بالآخرة والموت والقبر الذي يكون المآل إليه مفرداً وحيداً..
كذلك الحج رياضة روحية وجسدية؛ لأنه يعوِّد على الصبر بأنواعه وتحمل المشاق والركض والهرولة والمشي الطويل والرمي والنوم في العراء والتقشف بالاكتفاء بالزاد اليسير وعدم الانشغال بتحضير أطايب الطعام.
فلو علمت هذه الدروس وأكثر لزادت صلتك بربك.
ثالثاً: عبادة الله على بصيرة فإذا أردت أن تحج فتعلم كيف تحج؟
تعلم ماذا يجب عليك أن تفعله؟ وماذا يستحب، وماذا يحرم، وماذا يكره، تعلم آداب الحج، أي النسك سوف تختار، وما هي أحكام الإحرام، فإن فقه شعائر الإسلام تقرب من شارعها سبحانه، وعبادة الله على بصيرة من أعظم الوسائل التي تقوي صلتك بربك فربنا قال (فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك) فبدأ بالعلم قبل القول والعمل..
رابعاً: ماذا ستستفيد من الحج؟ ما الفوائد الدنيوية والأخروية؟
عندما تعلم أن هناك منافع كما أخبرنا جل وعلا بعد أن أمر بالحج في قوله (وأذن في الناس بالحج) ذكر حكمة ذلك الأمر في قوله (ليشهدوا منافع لهم)، واختلف أهل العلم في هذه المنافع هل هي دنيوية أم أخروية؟ والصحيح أنها محمولة على الأمرين. فعندما تتذكر النفع الذي سيحصل لك من عفو الله ومغفرته، وتتذكر ما يحصل لك من تربية وتزكيه لنفسك من خلال ما يدعو إليه الحج من آداب جميلة؛ مثل ترك الرفث والفحش في القول والعمل وترك الفسق والجدال وبث روح التسامح والتعاون وكل ذلك سوف يعطي شيئاً من الرياضة النفسية بالتصبر والتحلم، فإذا حصلت النفس على قدر من الطمأنينة فسوف تكون الصلة أقوى بالله عز وجل. أسأل الله بمنه وكرمه أن يرزقنا حبه وحب من يحبه وحب كل عمل يقربنا إلى حبه.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
في الحقيقة هذا السؤال كبير مع قصر كلماته، ولكن من الممكن أن نجمل الإجابة في كلمات كلية بعدد كلمات هذا السؤال، ونفصل بعد ذلك بما ييسره الله جل وعلا.
إجمالاً أقول لأخي السائل: (كل ما في الحج من قول أو فعل فهو يقوي رابطتك بربك جل وعلا).
أما التفصيل فأطرحه في النقاط التالية:-
أولاً: تحقيقك للعبودية بامتثال أوامر ربك سبحانه القائل: "وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق" [الحج:27]. فإن ذلك من أعظم ما يقوي صلتك بالله سبحانه؛ فتأمل أمر الله بالحج في مواقيت زمانية ومواقيت مكانية، ويأمرنا أن نبيت بمنى وبمزدلفة ونقف بعرفات ونرمي الجمار ونحلق رؤوسنا ونتجرد من لباسنا ونطوف ونسعى ونترك مباحات كثيرة. وكل ذلك استجابة من العبد لربه، وقد لا يعلم الحكمة من فعله لهذه الأمور؛ لأنه عبد. والعبودية ضد الحرية التي تكون بها التصرفات المطلقة بدون حدود أو قيود أو أوامر أو نواه، فالعبد الحقيقي هو الذي يستجيب لأمر ربه ولو جهل الحكمة والسبب.
فأمرك الله أن ترمي الجمار في وقت محدد ومكان محدد وبحجر محدد، قد تقول: ما هذه الأفعال التي لا معنى لها؟ فغرابتها وخفاء حكمتها يجعلك في امتحان العبودية الحقة التي شعارها (سمعنا وأطعنا) لأن أول حكمة يجب أن يقف عندها العبد هي أنه بالسمع والطاعة يحقق العبودية التي تكون بها قوة الرابطة، والصلة بالله رب العالمين.
ثانياً: استخراج الدروس المستفادة من الحج هو من الأمور التي تقوي رابطتك بربك؛ فلو علمت أن الحج جهاد لا قتال فيه، كما أخبر النبي –صلى الله عليه وسلم- في مسند أحمد (24158)، وابن ماجه (2901). ولكن فيه تعب ومعاناة تعقبها راحة جسدية وطمأنينة نفسية وذلك بالخلاص من الذنوب والأوزار عندما ترجع كيوم ولدتك أمك؛ كما جاء في الحديث: "من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه" أخرجه البخاري (1820،1819)،ومسلم (1350). ولو تذكرت أن (أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين) فهذه ذكرى تشير إلى ماضي هذا البيت المبارك قبلة المسلمين.
كذلك فإن في الحج تربية خلقية (فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج)، وكذلك هو جمع منظوم مؤقت في أماكن معينة؛ وهي المشاعر المقدسة منى ومزدلفة وعرفات، كذلك الحج عزوف مؤقت عن الدنيا وزخارفها ويتجلى ذلك بترك المال والعقار وخلع المخيط ومفارقة الولد والأهل، كما أنه تذكير بالآخرة والموت والقبر الذي يكون المآل إليه مفرداً وحيداً..
كذلك الحج رياضة روحية وجسدية؛ لأنه يعوِّد على الصبر بأنواعه وتحمل المشاق والركض والهرولة والمشي الطويل والرمي والنوم في العراء والتقشف بالاكتفاء بالزاد اليسير وعدم الانشغال بتحضير أطايب الطعام.
فلو علمت هذه الدروس وأكثر لزادت صلتك بربك.
ثالثاً: عبادة الله على بصيرة فإذا أردت أن تحج فتعلم كيف تحج؟
تعلم ماذا يجب عليك أن تفعله؟ وماذا يستحب، وماذا يحرم، وماذا يكره، تعلم آداب الحج، أي النسك سوف تختار، وما هي أحكام الإحرام، فإن فقه شعائر الإسلام تقرب من شارعها سبحانه، وعبادة الله على بصيرة من أعظم الوسائل التي تقوي صلتك بربك فربنا قال (فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك) فبدأ بالعلم قبل القول والعمل..
رابعاً: ماذا ستستفيد من الحج؟ ما الفوائد الدنيوية والأخروية؟
عندما تعلم أن هناك منافع كما أخبرنا جل وعلا بعد أن أمر بالحج في قوله (وأذن في الناس بالحج) ذكر حكمة ذلك الأمر في قوله (ليشهدوا منافع لهم)، واختلف أهل العلم في هذه المنافع هل هي دنيوية أم أخروية؟ والصحيح أنها محمولة على الأمرين. فعندما تتذكر النفع الذي سيحصل لك من عفو الله ومغفرته، وتتذكر ما يحصل لك من تربية وتزكيه لنفسك من خلال ما يدعو إليه الحج من آداب جميلة؛ مثل ترك الرفث والفحش في القول والعمل وترك الفسق والجدال وبث روح التسامح والتعاون وكل ذلك سوف يعطي شيئاً من الرياضة النفسية بالتصبر والتحلم، فإذا حصلت النفس على قدر من الطمأنينة فسوف تكون الصلة أقوى بالله عز وجل. أسأل الله بمنه وكرمه أن يرزقنا حبه وحب من يحبه وحب كل عمل يقربنا إلى حبه.
رد: كيف يقوي الحج ترابط المسلمين كأفراد مع ربهم؟
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ووفقكم لما يحب ويرضى
همة عالية- مشرفة عامة
- عدد الرسائل : 3252
المكان : في أرض الله الواسعة
تاريخ التسجيل : 14/11/2006
مواضيع مماثلة
» فيديو شرح مناسك الحج والعمرة وهدايا جميلة لكم أحبائي ...
» افراح المسلمين
» هام جداً لجميع المسلمين
» صور من رحمة النبى(ص) بغير المسلمين
» نادء عاجل لكل المسلمين ..........احذروا الفرقان
» افراح المسلمين
» هام جداً لجميع المسلمين
» صور من رحمة النبى(ص) بغير المسلمين
» نادء عاجل لكل المسلمين ..........احذروا الفرقان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى