فتشبهوا بهم إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح

من طرف **صحبة** 05.12.06 4:25

فتشبهوا بهم إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح

الحمد لله ملأ السماوات وملأ الأرض وملأ ما بينهما وملأ ما شاء من شئ بعد ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين وأزواجه أمهات المؤمنين وصحابته الغر الميامين وبعد

أحبتي في الله هاهو شهر الخير والبركات قد اقتربت أيامه , وهاهم المتسابقون نحو الجنان كل منهم يشحذ همته استعدادا لهذا السباق العظيم نعم إنه السباق نحو الجنان

ولما كان من اهم الطرق إلى شحذ الهمة هو التأمل في سيرة وأقوال سلفنا الصالح رضوان الله عليهم أحببت أن اذكر إخواني الأحباء بطرفا من سيرتهم وأقوالهم العطرة لعلها تكون سببا في علو همتنا استعدادا لهذا الشهر المبارك

قال الحسن: من نافسك في دينك فنافسه، ومن نافسك في دنياه فألقها في نحره.

وقال وهيب بن الورد: إن استطعت ألا يسبقك إلى الله أحد فافعل

وقال الشيخ شمس الدين محمد بن عثمان التركستاني: ما بلغني عن أحد من الناس أنه تعبد عبادة إلا تعبدت نظيرها وزدت عليه.

وقال أحد العباد: لو أن رجلاً سمع برجل هو أطوع لله منه فمات ذلك الرجل غمًا ما كان ذلك بكثير.

وقيل لنافع: ما كان ابن عمر يفعل في منزله؟ قال: الوضوء لكل صلاة، والمصحف فيما بينهما.وكان ابن عمر إذا فاتته صلاة الجماعة صام يومًا، وأحيا ليلة، وأعتق رقبة.

واجتهد أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قبل موته اجتهادًا شديدًا، فقيل له: لو أمسكت أو رفقت بنفسك بعض الرفق؟ فقال: عن الخيل إذا أُرسلت فقاربت رأسَ مجراها أخرجت جميع ما عندها، والذي بقي من أجلها أقلُّ من ذلك، قال: فلم يزل على ذلك حتى مات.

وكان الأسود بن يزيد يجتهد في العبادة، ويصوم في الحر حتى يخضر جسده ويصفر، فكان علقمة بن قيس يقول له: لِمَ تعذب نفسك؟ فيقول: كرامتها أريد، وكان يصوم حتى يخضر جسده ويصلي حتى يسقط، فدخل عليه أنس بن مالك والحسن فقالا له: إن الله عز وجل لم يأمرك بكل هذا، فقال: إنما أنا عبد مملوك لا أدع من الاستكانة شيئًا إلا جئت به.

وقيل لعامر بن عبد الله: كيف صبرك على سهر الليل وظمأ الهواجر؟ فقال: هل هو إلا أني صرفت طعام النهار إلى الليل ونوم الليل إلى النهار؟ وليس في ذلك خطير أمر، وكان إذا جاء الليل قال: أذهب حرُ النار النوم، فما ينام حتى يصبح.

وكان أبو مسلم الخولاني قد علق سوطًا في مسجد بيته يخوّف به نفسه، وكان يقول لنفسه: قومي فوالله لأزحفن بك زحفًا، حتى يكون الكلل منك لا مني، فإذا دخلت الفترة (الفتور) تناول سوطه وضرب به ساقه، وقال: أنت أولى بالضرب من دابتي، وكان يقول: أيظن أصحاب محمدصلى الله عليه وسلم أن يستأثروا به دوننا؟ كلا والله لُتُزاحمَنَّهم عليه زحامًا حتى يعلموا أنهم قد خلفوا وراءهم رجالاً.

وقال هُشيم تلميذ منصور بن زاذان: كان لو قيل له إن ملك الموت على الباب ما عنده زيادة في العمل.

هكذا كان أصحاب الهمم العالية وهؤلاء هم انموذج السالكين الصادقين

فتشبهوا بهم إن لم تكونوا........مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح

المصدر كتاب القواعد الحسان في أسرار الطاعة والاستعداد لرمضان لفضيلة الشيخ رضا أحمد صمدي حفظه الله