شروط قبول الرواية
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
شروط قبول الرواية
بما أن السنة النبوية (على صاحبها أفضل الصلاة والسلام) تُعتبر مصدراً من مصادر التشريع لهذه الأمة ، فمن المعروف أن هذه السنة انتقلت إلينا عن طريق الرواة ؛ فالراوي الثاني يروى عن الأول والثالث عن الثاني .. وهكذا .
وحرصاً على سلامة هذا المصدر : فقد وضع علماؤنا رحمهم الله (تعالى) شروطاً لهؤلاء الرواة حتى تُقبل روايتهم ؛ وقد ذكر هذه الشروط الإمام أبو عمرو ابن الصلاح ، فقال (رحمه الله تعالى) : (أجمع جماهير أئمة الحديث والفقه على أنه يُشترط فيمن يُحتج بروايته أن يكون عدلاً ضابطاً لما يروي ، وتفصيله : أن يكون مسلماً ، بالغاً ، عاقلاً ، سالماً من أسباب الفسق وخوارم المروءة ، متيقظاً غير مغفل ، حافظاً إن حدّث من حفظه ، ضابطاً لكتابه إن حدّث من كتابة ، وإن كان يحدّث بالمعنى اشترط فيه مع ذلك أن يكون عالماً بما يُحيل المعنى) [1] .
وقال الإمام ابن الأثير الجزري : (شروط من تُقبل روايته أربعة :
الشرط الأول : الإسلام .
الشرط الثاني : التكليف .
الشرط الثالث : العدالة .
الشرط الرابع : الضبط) [2] .
لكن المتأمل لكلام ابن الأثير يجد أن بعض الشروط يُغني عن بعض ، فالشرط الأول والثاني يدخلان ضمن الشرط الثالث وهو العدالة ؛ إذ إن الإسلام والتكليف من شروط العدالة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (رحمه الله تعالى) : (الراوي إما أن تُقبل روايته مطلقاً ، أو بقيد : أما المقبول مطلقاً : فلا بد أن يكون مأموناً من الكذب بالمظنة ،
وشرط ذلك : العدالة ، وخلوه عن الأغراض والعقائد الفاسدة التي يُظن معها جواز الوضع ، وأن يكون مأمون السهو ، بالحفظ والضبط والإتقان ، وأما المقيد : فيختلف باختلاف القرائن ، ولكل حديث ذوق ، ويختص بنظرٍ ليس للآخر) [3] .
وهذه الشروط التي ذكرها العلماء نجد أنها ترجع إلى شرطين أساسين ، هما :
1 - العدالة .
2- الضبط .
فالعدالة هي : ملكة تحمل صاحبها على التقوى واجتناب الأدناس ، وما يخل بالمروءة عند الناس [4] .
والضبط هو : تيقظ الراوي ، بألا يكون مغفلاً ، حافظاً إن حدث من حفظه ، ضابطاً إن حدث من كتابة [5] .
ما أحوجنا عند نقلنا لأي خبر أو موضوع من التثبت من مدى صحة مضمونه ومدى صدق راويه ؛ لأن الملاحظ أن هذا العلم يكاد يكون حكراً على الدراسات الحديثية فقط ، بينما يجب أن يكون منهجاً في التلقي والبحث والتعامل .
فما أجمل أن يكون ذلك منهجاً لنا معشر المسلمين في حديثنا ونقلنا وأبحاثنا .
وفقنا الله جميعاً إلى العلم النافع والعمل الصالح .
________________________
(1) التقييد والإيضاح ، للإمام العراقي ، ص 114 .
(2) جامع الأصول في أحاديث الرسول ، (1/72) .
(3) مجموع الفتاوى ، لابن تيمية ، (18/47) .
(4) الوسيط ، للدكتور أبي شهبة ، ص85 ، ومنهج النقد للدكتور نور الدين عتر ، ص 79 .
(5) التقييد والإيضاح ، للإمام العراقي ، ص 114 .
وحرصاً على سلامة هذا المصدر : فقد وضع علماؤنا رحمهم الله (تعالى) شروطاً لهؤلاء الرواة حتى تُقبل روايتهم ؛ وقد ذكر هذه الشروط الإمام أبو عمرو ابن الصلاح ، فقال (رحمه الله تعالى) : (أجمع جماهير أئمة الحديث والفقه على أنه يُشترط فيمن يُحتج بروايته أن يكون عدلاً ضابطاً لما يروي ، وتفصيله : أن يكون مسلماً ، بالغاً ، عاقلاً ، سالماً من أسباب الفسق وخوارم المروءة ، متيقظاً غير مغفل ، حافظاً إن حدّث من حفظه ، ضابطاً لكتابه إن حدّث من كتابة ، وإن كان يحدّث بالمعنى اشترط فيه مع ذلك أن يكون عالماً بما يُحيل المعنى) [1] .
وقال الإمام ابن الأثير الجزري : (شروط من تُقبل روايته أربعة :
الشرط الأول : الإسلام .
الشرط الثاني : التكليف .
الشرط الثالث : العدالة .
الشرط الرابع : الضبط) [2] .
لكن المتأمل لكلام ابن الأثير يجد أن بعض الشروط يُغني عن بعض ، فالشرط الأول والثاني يدخلان ضمن الشرط الثالث وهو العدالة ؛ إذ إن الإسلام والتكليف من شروط العدالة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (رحمه الله تعالى) : (الراوي إما أن تُقبل روايته مطلقاً ، أو بقيد : أما المقبول مطلقاً : فلا بد أن يكون مأموناً من الكذب بالمظنة ،
وشرط ذلك : العدالة ، وخلوه عن الأغراض والعقائد الفاسدة التي يُظن معها جواز الوضع ، وأن يكون مأمون السهو ، بالحفظ والضبط والإتقان ، وأما المقيد : فيختلف باختلاف القرائن ، ولكل حديث ذوق ، ويختص بنظرٍ ليس للآخر) [3] .
وهذه الشروط التي ذكرها العلماء نجد أنها ترجع إلى شرطين أساسين ، هما :
1 - العدالة .
2- الضبط .
فالعدالة هي : ملكة تحمل صاحبها على التقوى واجتناب الأدناس ، وما يخل بالمروءة عند الناس [4] .
والضبط هو : تيقظ الراوي ، بألا يكون مغفلاً ، حافظاً إن حدث من حفظه ، ضابطاً إن حدث من كتابة [5] .
ما أحوجنا عند نقلنا لأي خبر أو موضوع من التثبت من مدى صحة مضمونه ومدى صدق راويه ؛ لأن الملاحظ أن هذا العلم يكاد يكون حكراً على الدراسات الحديثية فقط ، بينما يجب أن يكون منهجاً في التلقي والبحث والتعامل .
فما أجمل أن يكون ذلك منهجاً لنا معشر المسلمين في حديثنا ونقلنا وأبحاثنا .
وفقنا الله جميعاً إلى العلم النافع والعمل الصالح .
________________________
(1) التقييد والإيضاح ، للإمام العراقي ، ص 114 .
(2) جامع الأصول في أحاديث الرسول ، (1/72) .
(3) مجموع الفتاوى ، لابن تيمية ، (18/47) .
(4) الوسيط ، للدكتور أبي شهبة ، ص85 ، ومنهج النقد للدكتور نور الدين عتر ، ص 79 .
(5) التقييد والإيضاح ، للإمام العراقي ، ص 114 .
منقول
رد: شروط قبول الرواية
وفقنا الله جميعاً إلى العلم النافع والعمل الصالح
اميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن
اميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن
كعب بن مالك- ضيف شرف
- عدد الرسائل : 540
تاريخ التسجيل : 10/08/2006
رد: شروط قبول الرواية
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ووفقكم لما يحب ويرضى
همة عالية- مشرفة عامة
- عدد الرسائل : 3252
المكان : في أرض الله الواسعة
تاريخ التسجيل : 14/11/2006
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى