حكم القيام للناس

[يُفرَّق بين القيام للرجل والقيام إليه والقيام عليه:

الأول: مكروه، فإذا تضمن تركه مفسدة؛ فلا بأس به، وقد استحبَّه طوائف من أهل الفضل من: العلماء، والولاة، والوالدين ونحوهم.

وأما الثاني: وهو القيام إليه؛ كقيام الإنسان لمن قدِم من سفر أو لمن استضافه، أو لمن أراد أنم يهنِّيه أو يعزِّيه؛ فهذا لا حرج فيه؛ بل هو تابع للقصد الذي قام من أجله.

وأما الثالث: وهو القيام عليه، فهو محرم، لا يجوز أن يقوم الرجل على رأس الرجل تعظيمًا له، كما نهى صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فإن في ذلك تعظيمًا لغير الله، وتعاظمًا ممن يُقام على رأسه.

فهذا الفرقان بين الأمور الثلاثة يُوجب لك أن تعطي الأمور حقها من التأمل، وتنظر الداعي، والسبب الحامل عليها، كما تأمل ما يترتب عليها من الخير والشر والمصالح والمفاسد. والله أعلم.

مجموع الفوائد واقتناص الأوابد

للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله-