من حقوق الخدم في الإسلام
+4
صحبة
رفيق المحبة
همة عالية
الفرس الأبيض
8 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
من حقوق الخدم في الإسلام
عجبت لمن يساوون بين الإسلام دين الله العليم الخبير اللطيف وبين القوانين والنظم البشرية التي وضعها البشر قاصرو العلم والخبرة ، ويزداد عجبي ورفضي لمن يفضلون قوانين البشر القاصرة على شرع الله الكامل .
وعجبت لمن يظنون أن الإسلام ظلم الإنسان وأهمل حقوقه مع أن الإسلام كما قال ربعي بن عامر لرستم : (( الله ابتعثنا والله جاء بنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله ، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام )) .
واليوم نرى جانباً من عدل الإسلام مع الخدم وإنصافهم وجعل حقوقهم واجبات شرعية يجب أن تؤدي إليهم .
1- الحق في الإكرام والتكريم :
عن المعرور بن سويد قال : رأيت أبا ذر الغفاري رضي الله عنه وعليه حلة ، وعلى غلامه حلة ، فسألته عن ذلك ، فقال : ساببت رجلاً فشكاني إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أعيّرته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية ، ثم قال : خولكم جعلهم الله تحت أيديكم ، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل ، وليلبسه مما يلبس ، ولا تكلفوهم ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم ، رواه البخاري ومسلم .
ففي هذا الهدي العلمي الاجتماعي الإنساني جعل المصطفى صلى الله عليه وسلم تعيير الخادم من الجاهلية ، وحفظ كرامته من الإسلام ، وقد جاء الإسلام ليقضي على العصبية الجاهلية . كما أوصى المصطفى صلى الله عليه وسلم بهذه الوصية التي رفعت من شأن الخدم إلى درجة المخدومين والسادة ، فبين المصطفى صلى الله عليه وسلم أن الخدم إخوان لمخدوميهم ولباقي المجتمع في الدين والإنسانية ، وكان الظاهر أن يقول خولكم ( أي خدمكم ) إخوانكم ولكن قدم الأخوة على الخدمة ، فالخدمة إعانة فكيف نجعلها سبب تحقير واهانة؟!
إن الأخوة وحدها داعية التجبيل والاحترام ، فكيف إذا انضمت إليها الخدمة والمعونة والمساعدة؟
والخادم يقوم لنا بأمور نعجز عن معالجتها ، والقيام بها فهو يكمل نقضنا ويوفر علينا وقتنا ويحقق أغراضنا ، ولينظر كل منا حاله في حال غياب خادمه وخادمته وكيف تتعطل الحياة ، وتتعسر الحاجات فالذي يحقق مصالحنا خليق بإكرامنا ورعايتنا .
2- الحق في عناية والرعاية :
فقد جعل المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق للخادم الحق في العناية والرعاية ، العناية الصحية والرعاية الاجتماعية والقناعة والنفسية فنطعمهم من جنس ما نطعم ، فلا نعد لهم طعاماً دون طعامنا ، ولا عيشاً دون عيشنا ، فإن كان طعامنا لحماً وأرزاً وخضاراً وفاكهة وحلوى وشراباً لذيذاً فلنبق له من كل ، ولا نحرمه من بعضه ، قال المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه فإن لم يجلسه معه فليتناوله لقمة أو لقمتين أو أكلة أو أكلتين فإنه ولي علاجه ( أي طبخه وأعده )) . رواه البخاري .
وقد نهانا المصطفى صلى الله عليه وسلم أن نكلفهم من الأعمال ما يشق عليهم ، ويستفرغ جهدهم وطاقتهم ويسئمهم فإن كلفناهم بالشقاق وجب علينا أن نعينهم بأنفسنا أو بخدم آخرين .
3- الحق في الاحترام والتبجيل :
للخادم الحق في الاحترام والتبجيل وعدم الإهمال والازدراء فعن أبي الخدري أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد ( تنظفه ) أو شاباً ففقدها أو فقده رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسأل عنها أو عنه ، فقالوا : مات ، قال : أفلا كنتم آذنتموني به ، فكأنهم صغروا أمره أو أمرها ، فقال : ( دلوني على قبره ) ، فدلوه عليه ثم قال : ( إن هذا القبور مملوءة ظلمة على أهلها وإن الله تعالى ينورها لهم بصلاتي عليهم ) ، متفق عليه .
وبهذا نرى عناية الإسلام للخدم واحترامهم ورفع شأنهم وقال الله تعالى : وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ } [الحجر : 88] وقال تعالى : { أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ&فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ &وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ } [الماعون : 1-2- 3] والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم ) رواه البخاري وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( إن كانت الأمة ( أي المملوكة ) من إماء المدينة لتأخذ بيد النبي صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت ) ، رواه البخاري والله تعالى يقول : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ } [الحجرات : 11] .
4- الحق في التربية والتعليم :
لقد جعل الإسلام الحق في التعليم واجب على كل مسلم ومسلمة ، وقد خصص المصطفى صلى الله عليه وسلم للخدم والفقراء والعبيد وقتاً يجتمع فيهم ويعلمهم ، وقد أستاء سادة قريش من ذلك ، وطلبوا منه أن يبعد هؤلاء عنه حتى ينضموا إليه ، فقال الله تعالى : { وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ } [الأنعام : 52] .
وقد أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم زيد أن يتعلم السريانية كما جعل الإسلام تعلم العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة والخدم من المسلمين ومن العجيب أن رواة القرآن وقراءه كلهم من الموالي والعبيد وهذا يدلل على المكانة العالية التي أولاها المخدومين لخدمهم وحرصهم على تعليمهم ما يعلمون ، كما أن حضور الصلاة يساويهم مع مخدوميهم أمام الله .
د . نظمي خليل أبو العطا
الأسرة والمجتمع - أخبار الخليج - العدد ( 10142 ) الخميس 27ذي القعدة 1426ه- - 29ديسمبر 2005م
رد: من حقوق الخدم في الإسلام
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
سدد الله خطاكم
همة عالية- مشرفة عامة
- عدد الرسائل : 3252
المكان : في أرض الله الواسعة
تاريخ التسجيل : 14/11/2006
رد: من حقوق الخدم في الإسلام
بـــاركــ الله فيكــ
علــى الافــادة
وجعله الله في موازين اعمالكـ
فـعلا الاسلام دين خــلـــق
رد: من حقوق الخدم في الإسلام
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
اخوك ابو عبد العزيز
ابو عبد العزيز- مشرف
- عدد الرسائل : 1972
العمر : 39
المكان : المملكة العربية السعودية
المهنة : {{طالب علم}}
الهواية : نشر اللإسلام
تاريخ التسجيل : 16/03/2007
رد: من حقوق الخدم في الإسلام
الله يجزاك خير
رفيق الدرب- مشرف
- عدد الرسائل : 1271
المكان : الله أعــــلـم
المهنة : لاأدري
الهواية : مــا أدري
تاريخ التسجيل : 17/03/2007
رد: من حقوق الخدم في الإسلام
.
.
.
جزاكم الله خير
هنوده- مشرفة
- عدد الرسائل : 1127
المكان : قــلبـــ يحترق على حال المسلمين
المهنة : طالبه
تاريخ التسجيل : 09/03/2007
رد: من حقوق الخدم في الإسلام
يسلمواا ع المعلومة القيمة
قاهر اورمودا- صاحب جديد
- عدد الرسائل : 43
تاريخ التسجيل : 18/03/2007
مواضيع مماثلة
» إن الدين عند الله الإسلام..
» الرياضة في الإسلام ،،،
» الإسلام دين الحق
» نظرة الإسلام إلى الاقتصاد
» سياسة الاقتصاد في الإسلام
» الرياضة في الإسلام ،،،
» الإسلام دين الحق
» نظرة الإسلام إلى الاقتصاد
» سياسة الاقتصاد في الإسلام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى