$$ الشيخ محمد الهبدان في حوار ساخن $$

من طرف **رفيق الدرب** 13.04.07 7:31

في حوار ساخن خص به الداعية المعروف الشيخ محمد الهبدان موقع "آسية" أكد فيه أن أهل العلم قاموا بواجبهم الشرعي ورفعوا لولاة الأمر حقيقة ما حدث في معرض الرياض الدولي للكتاب، وقال: إن أهل العلم في انتظار محاسبة ومحاكمة من تسببوا في دخول كتب الجنس والزندقة والمجون للمعرض ومن وقفوا وراء هذه الفعلة.. وأكد الشيخ الهبدان أننا نعيش صراعاً شرساً مع دعاة التغريب في بلادنا، الذين يسعون بقضهم وقضيضهم لتغيير المجتمع من مجتمع ملتزم محافظ إلى مجتمع منحل، يريدونه نسخة طبق الأصل من المجتمع الغربي.

وحول البعثات الدراسية قال: إن هذه البعثات بهذه الطريقة وهذا الكم حيث تم إرسال أكثر من 45 ألف طالب وطالبة أعمار جلهم لا تتجاوز التاسعة عشرة أو العشرين عاماً تعد زلة كبيرة في تاريخ مجتمعنا المحافظ، فالشباب الذين يتواصلون معنا عبر الهاتف بعضهم يبكي أسفاً على ما آلت إليه أحوال الكثير من الشباب.

وتناول الشيخ الهبدان في حواره قضية قيادة المرأة السعودية للسيارة، وقال: القضية حسمها أهل العلم وأكدوا أن الشرع والواقع يدلان على تأكيد منع المرأة من القيادة وذكروا الأدلة والقرائن. وأضاف: إن القضية ليست في قيادة المرأة للسيارة؛ بل الأمر أعظم من ذلك.. ورفض الشيخ الهبدان البحث عن الرخص من قبل بعض الدعاة في محاولة كسب الجماهير وقال: أنا أول الرافضين له والمحذرين منه.

المزيد من التفاصيل المثيرة تجدونها في نص الحوار مع الدكتور محمد الهبدان:

** بدايةً ما هو تقييم الشيخ محمد الهبدان للتنوع الفكري في الساحة المحلية؟

* إن الانفتاح الحاصل بسبب الإعلام أدى إلى اضطرابات فكرية، وشبهات عقدية عند فئام من المجتمع.. بسبب ضعف القاعدة الشرعية عند عامة المسلمين مع قوة تلبيس أهل الانحراف وتنوع أساليبهم في طرح ما يريدون طرحه، إلا أنه ولله الحمد على قوة إمكانات هؤلاء وضعف إمكاناتنا إلا أن الغالب من المجتمع يرفض الأطروحات الفكرية من هؤلاء الساقطين من اللبراليين وأمثالهم ولله الحمد والمنة.

** معرض الرياض الدولي للكتاب، خرق لكل مبدأ وعقيدة إسلامية، وموقف أهل العلم لا يزال في طوره الروتيني، ما هو تعليق فضيلتكم؟

* إن ما تسميه عملا روتينيا هو الواجب الشرعي على أهل العلم.. فأهل العلم ليس بيدهم القرار في محاسبة هؤلاء المتسببين في إدخال كتب الكفر والإلحاد إلى بلاد التوحيد.. والذي أوجبه الله تعالى على أهل العلم هو أداء النصيحة لولي الأمر كما في حديث تميم بن أوس الداري قال: قال صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة.. قالها ثلاثا.. قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم" رواه مسلم.

فهم كتبوا لولاة الأمر وبينوا لهم حقيقة ما جرى في معرض الكتاب من نشر كتب الزندقة والجنس والمجون، ثم بينوا لعامة الأمة الخلل الذي حصل في هذا المعرض، ويبقى الواجب على الحاكم وعامة المسلمين الاستجابة لأمر العلماء ومحاسبة القائمين على المعرض، ولا يزال أهل العلم يطالبون بمحاكمة المتسبب على هذه الفعلة.. ونسأل الله أن يوفقهم لذلك كي يتأدب غيرهم ولا يستهان بشرع الله تعالى وأنظمة البلد.

وإن كان هناك أسلوب جديد يناسب للتعامل مع مثل هذه الأحداث فلماذا لا يتقدم به صاحبه إلى أهل العلم كي يستفاد منه؟! ونحن على الرحب والسعة بكل اقتراح وخطوة إيجابية لإنقاذ سفينة المجتمع من الغرق.

** لا يزال أهل العلم منشغلين عن الواقع بمحاكمة التاريخ وفرقه المنحرفة كالجهمية وغيرها، مع أنّ الخصوم قد تغيروا في هذا الزمن، ما الأسباب برأيكم؟

* لابد أن تعلم أخي الكريم أن بعض الفرق لها امتداد وجذور ولا تزال موجودة على أرض الواقع كالأباظية والرافضة والنصيرية والأحمدية والأشعرية.. وبعضها تغيرت الأسماء مع بقاء الحقيقية كالمعتزلة يتسمون الآن بالعقلانية، وأما ما يجد من فرق فإن هناك من أهل العلم من كتب فيها وكشف زيفها كالقومية والعلمانية والقرآنيين وغيرها.

** لماذا يرفض الإسلاميون كل فكرة تأتي من الغرب؟

* من قال لك إن الإسلاميين يرفضون كل فكرة تأتي من الغرب؟! نحن نستفيد من الغرب ما يوفق ديننا، وأما ما يخالف ديننا فإننا نضرب به عرض الحائط، سواء كان من الغرب أو من الشرق، لكن هذه شبهة يتهمنا بها دعاة التغريب الذين يسيرون مع الغرب حيث سارت ركائبهم بغض النظر عن الدين تأييدا أو مخالفة ولا شك أن هذا منهج خاطئ بكل المقاييس.

** ثمة تكهنات حول نتائج البعثات الدراسية، فالبعض يرى أنها لن تتمخض إلا عن غسيل الأدمغة وآخرون يرون أنها طليعة التقدم والريادة، كيف يراها الشيخ محمد الهبدان؟

* هذه البعثات الدراسية من أشار بها بهذه الطريقة وتلك الكيفية لم ينصح للمسلمين، وتعد زلة كبيرة في تاريخ هذا البلد.. وكيف لا تكون زلة وقد تم إرسال أكثر من 45 ألف ما بين طالب وطالبة أعمار جلهم لا تتجاوز التاسعة عشر أو العشرين عاما.. في ريعان الشباب وقمة الشهوة يرسل أبناء المسلمين إلى بلاد قد اشتكى بعض عقلاء أهلها من حياة البهيمية والمجون.. والشباب الذين يتواصلون معنا عبر الهاتف بعضهم يبكي أسفاً على ما آلت إليه أحوال الكثير من الشباب هناك ـ ولا حول ولا قوة إلا بالله ـ ويتحمل وزر هؤلاء الذين أرسلوهم إلى تلك الديار وتبعات ما يجني البلد منهم إذا عادوا إلينا ربما بفكر جديد وثقافة جديدة وربما بدين جديد ـ نسأل الله السلامة والعافية ـ.

ولكن لو تم هذا الإرسال بآلية أخرى وباختيار نوعيات معينة ومواصفات محددة لتم المقصود وحصلت الثمرة، أما بهذه الصورة فهو عبث خطير وإسراف عظيم في أموال الأمة وأهم من ذلك قتل لأخلاق الشباب وأديانهم.

** حقوق المرأة.. محور النقاش الذي لا يغيب عن ساحة الحوار، إلا يعتقد فضيلتكم أن للمرأة حقوقاً قد صودرت بسبب مزج المجتمع بين التقاليد والدين؟

* قد كتبت في هذا الموضوع رسالة كاملة بعنوان "ظلم المرأة" وأحيل القارئ الكريم إليها فهي تفي بالموضوع بإذن الله تعالى، والكتاب منشور في شبكة نور الإسلام على الإنترنت وأيضا هو من مطبوعات دار المحدث بالرياض.

** لماذا غيب الخطاب الديني حق المرأة في قيادة السيارة؟ مع أن الأدلة لا تعارضه، بل تؤيده باعتبار أن الدابة في الماضي كالسيارة في الحاضر؟

* هذه المسألة تكلم فيها أهل العلم بحسب ما يدينون الله تعالى فيه وهم يستقرؤون النصوص الشرعية وينظرون إلى واقع تجارب الأمم المجاورة؛ فالشرع والواقع يدلان على تأكيد منع المرأة من القيادة لما ذكروا من الأدلة والقرائن، وقولك لا أدلة في الموضوع.. ليس بصحيح؛ فقد كتب العلماء الفضلاء بحوثا ودراسات متنوعة في الموضوع، وقد جمعنا في شبكة نور الإسلام ملفا كاملا في ذلك يحسن بالقارئ الكريم الاطلاع عليه، وأما قياس السيارة على الجمل فقد أجاب عنها العلماء بقولهم: ليثبت القائلون بالجواز أن امرأة قادت جملا بنفسها!! كان النساء في السابق يركبن على ما يسمى بالهودج ثم يقودها رجل كما في قصة عائشة في صحيح البخاري.. ثم يجب أن يرحموا عقولنا.. كيف تقاس السيارة على البعير؟! سبحانك ربنا هذا بهتان عظيم!

ويجب أن يدرك القارئ أن القضية ليست قضية قيادة المرأة للسيارة؛ الأمر أعظم من ذلك.. المسألة تغريب للمجتمع بخطوات معينة كل خطوة تتبعها خطوة أخرى.

** قضايا المناهج الدراسية، والمرأة، والتعامل مع الآخر، لا تكاد تغيب عن ساحة الحوار، هل فعلاً هي بحاجه إلى مراجعات أم أنّ هناك أسباباً أخرى؟

* القضية ليست في التغير القضية من الذي يغير؟ الإشكالية الحاصلة في وقتنا الحاضر من الذي يقوم بتغيير المناهج؟ من الذي يطالب بحقوق المرأة؟! من الذي يقيم تعاملنا مع الآخر؟! نحن الآن نعيش صراعاً شرسا مع دعاة التغريب في بلادنا ويسعون بقضهم وقضيضهم لتغيير المجتمع من مجتمع محافظ إلى مجتمع منحل أخلاقي ويريدون نسخة طبق الأصل من المجتمع الغربي بعجره وبجره.

** الحوار الوطني لم يكن له أي ظلال على الواقع، ما هي الأسباب برأيكم؟

* كيف نتحاور مع أقوام يخالفوننا في قضايا عقدية أساسية.. في قضايا فرعية؟! نتحاور في قضايا التعليم ونحوه مع أقوام نختلف معهم تماما في قضية العقيدة؟! نبدأ بالتوحيد أولاً ونحاورهم ونقيم الحجة عليهم ثم بعد ذلك لن نختلف معهم في قضايا جانبية.

** مسلسلات تلفزيونية تتناول بعض مظاهر الملتزمين بالنقد، ما هي الكلمة التي تريد قولها في هذا الصدد؟

* أقول كما قال الله تعالى {[color=red]فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} وأين الذين استهزؤوا برسول الله صلى الله عليه وسلم؟! إنهم صرعى في قليب بدر وبقي محمد صلى الله عليه وسلم وبقيت دعوته شامخة.. وصدق الله {[color:517f=green:517f]فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ}.. وإن مما يؤنس قلوبنا أن العاقبة وإن طالبت للمتقين؛ فنسأل الله أن يعجل بالنصر والتمكين وأن يهدي ضال المسلمين.

** مما يؤخذ على الخطاب الديني عدم استيعابه للتطورات التقنية، ومقابلة ما يجد منها بالتحريم، وبعد أنّ تكون واقعاً لا مفر منه تكون هناك بعض المراجعات، ما تفسيرك لهذه الاضطرابات؟

* أي اضطراب تتحدث.. العلماء يقولون هذه التقنية سلاح ذو حدين إن غلب شره حرم وإن غلب خيره أبيح.. فمن رأى من أهل العلم أن استخدام الناس لهذه التقنية الغالب منه في الحرام يفتي بالحرمة.. ومن رأى من أهل العلم أن الغالب من استخدام الناس لهذه التقنية بالحلال أفتى بالإباحة.

** ملامح مدرسة فقهية بادية في التشكل، من أبرز روادها الشيخ سلمان العودة، تعنى بفهم أكبر للواقع وبالتيسير قدر الإمكان، ما تعليق فضيلتكم؟

* إذا كان هذا التيسير منبثقاً من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فحي هلا، والدين ولله الحمد يسر، وإن كان هذا التيسير مبنيا على التشهي والبحث عن الرخص ومحاولة كسب الجماهير فأنا أول الرافضين له والمحذرين منه.

** كلمة أخيرة؟

* أشكر موقع آسية على هذا اللقاء، وأوصي نفسي وإخواني وأخواتي بتقوى الله تعالى، وأن يكونوا مفاتيح للخير مغاليق للشر، وأن يسعى كل واحد منا أن يكون على ثغر من ثغور الإسلام، فالله الله أن يؤتى الإسلام من قبله.. والله المستعان.

من طرف **هنوده** 13.04.07 8:17

حـــــــــــــــــووووار رائـــــــــــــــــــع

الله يبارك لنا في الشيخ محمد الهبدان

اللهم اعز الاسلام والمسلمين

مشكوووووووور اخوي عالموضوع