دموع العين......
+3
رفيق الدرب
رفيق المحبة
فارس الكتائب
7 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
دموع العين......
دموع العين يا روح العين
نور العين ما جفت دموعي وما أظنها ستجف قريبا أو بعيدا ..
وما أظنها تجف دموع العين حين يفقد الإنسان نور العين وروح القلب ..
أثناء أداء فريضة الحج وكانت عنك ، لا لأنك لم تحجي قبلا فقد أديت الفريضة بحمد الله وتوفيقه ثم تنفلت بأدائها سنوات بفضل الله ، غير أنني أديتها عنك لأنها كانت أمنية لك في لحظاتك الأخيرة أن تنعمي بعمرة وأن تتمتعي بها إلى الحج ..
في كل خطوة خطوتها في تلك المشاعر المقدسة والبقاع المباركة لم أتذكرك فأنا لم أنساك لأتذكرك ، وإنما افتقدتك ، وهطلت دموع العين مدرارا تقسم على المولى عز وجل برحمته وعفوه أن يشفع فيك خطوات مشيناها معا لأكثر من عشر سنوات كانت كلها بإذن الله -إن تقبلها بقبول حسن - ، هي في سبيل الله ..
لقد تغبرت قدماك في طرقات منى وأنت تمشين على هذا الصعيد الطاهر تنتقلين من فوق جسر الملك خالد بالقرب من مسجد الخيف ، إلى جسر الجمرات لرمي الجمار إن كان الوقت مساء ، أو لمرافقتي ومؤانستي لو اشتد الزحام ..
لقد هطلت وتهطل الدموع مدرارا ، ولا أظن سحبها ستنقشع .. مما جعلني أقف مع نفسي وقفة حازمة أسائلها : وهل تجدي الدموع شيئا ؟
وهل تقدم أو تؤخر ولو كانت لنور العين ؟
أليس الأجدى أن أقدم من نفسي الصبر والثبات ، وأن أقدم لك العمل تلو الآخر ؟
وأن أحفظك في نفسي وفي عيالنا لأصل بهم إلى بر الأمان ؟
حقيقة كانت الوقفة حازمة حاسمة .. لكنني وجدت في حرارة الدموع سلوى ، ففيها السلوى وفيها حر المصيبة معا ، فهي الداء وهي الدواء ، وكأنني أطلب الدواء بالداء كهذا الشاعر الذي نادى :
داوني بالتي كانت هي الداء ..
ربما أكون قد شددت على نفسي لا لأنسى ، فهيهات أن أنسى ، وهيهات أن تغيب روحك عني ، فلئن كانت روحك الحبيبة قد فارقت جسدك ، فإنها ما غادرت جسدي بعد .. وما أظنها تفارقه ، فهي توأم روحي ، توأمة من هذا النوع السيامي الذي يلتصق فيه التوأم بتوأمه .. فروحك وإن فارقت جسدك الحبيب تحيى بجسدي لم تفارقني لحظة ..
أقول ربما شددت على نفسي لأخفف من دموع تفضح مدى لوعتي ، وأنا الرجل الجليدي في أذهان كثير من المحيطين بي !
لكنني تذكرت من كتاب الله تعالى ومن سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم آثارا فيها للدموع قيمة ، وللدموع معنى ، وللدموع شيء قريب من العمل ، وأحيانا يفوق العمل !
حين تكون الدمعات حرى ، وحين تكون الدموع مخلصة ، وحين تكون الدموع متوافقة مع نزف القلب المثخن بالجراح والألم ..
تذكرت قوله تعالى ( ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون )التوبة92 ..
إنهم البكاؤون الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك يوم العسرة والشدة والمحنة يريدون الخروج معه لملاقاة العدو منعهم ألا يجدوا الدابة ولا السلاح فتولوا لا فرحين بالنجاة من خوض المعركة ، لكن تولوا يملأ قلوبهم حزن مخلص استجلب دموع أفاضت فاستحقت من إخلاصها أن يسجلها الله تبارك وتعالى من فوق سبع سماوات في قرآن كريم يتلى وتتعبد به أمة الإسلام إلى قيام الساعة ، فكانت دموعهم الحرات الصادقة المخلصة كدماء الشهداء سواء بسواء كلاهما مسجل في سجل الشرف والقبول في كتاب الله ..
وتذكرت دموع أخرى كذلك ، تلك الدموع الزكية الطاهرة ، دموع الرهبان التي تفيض حبا ورقة وخشوعا لما عرفوا من الحق .. ( ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين ) المائدة82-83
وأخذت من دموع يعقوب على ولده يوسف عليهما السلام ، شرعية دموعي على نور العين ..( وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم ، قالوا تالله تفتؤ تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين ، قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون )يوسف 84-86
ووجدت السلوى في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : عينان لا تمسهما النار ، عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله ..
والعين التي بكت من خشيت الله ، لم تحول هذه الخشية إلى عمل ملموس ، وهي بالتأكيد ستحول طاقة الخشية هذه إلى عمل خلاق ، فتكون الخشية الخلاقة ، وليست الفوضى الخلاقة .. غير أنها بدأت بدموع !
ولعل دموعي لك تكن مقدمة لحب خلاق .. تحول الأهداف التي ربما توقفت في بداية الطريق ، لأن المحرك الأساسي لها والممول الرئيس لها قد توقف به الطريق عند القبر ..
الممول الرئيس الذي يمول أهدافنا المشتركة بروحه وقلبه ومشاعره وأحاسيسه ومواساته حين تعصف بنا الطريق وتتأخر علينا النتائج وتشتد علينا الأزمات ، وتحيط بنا المحن ..
كانت هي تمولنا بروح من أرواح الجنة ، وهمسات من رقة همسات الفجر ، ولمسات من شفافية لمسات طيور الجنة ..
صدق المولى عز وجل – وهو صادق أبد الآبدين - إذ يقول : لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ..
فليس بالمال وحده ، وليس بالمال أبدا تمول الأهداف الكبرى في الحياة ، وإنما تمول بروح من روح الله ، ومودة وألفة لا يصنعها إلا الله ، ومشاعر وأحاسيس لا يهبها إلا الله .. ولقد فقدت الممول الذي وهبه الله وحباه بكل تلك الطاقات العملاقة الخلاقة المنتجة ، فتوقفت بنا الأهداف إلى حين ..
حين تنتج روحك الحية الحاضرة في جسدي المرتبطة بروحي ، حين تنتج تلك المشاعر النورانية الشفافة الرقراقة لتمول أهدافنا وتطورها ..
ووجدت السكن في قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو في حر الحزن على فقد ولده إبراهيم : إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولكنا لا نقول إلا ما يرضى ربنا ..
فحزن القلب لا راد له ، ودموع العين لا ممسك لها ، ولو فقدنا نور العين مرة أخرى من أجل نور العين ..
ستظل روحك معي لا تظللني ، ولا ترفرف حولي ، وإنما في جسدي متماسكة مع توأمها ، فإنها إن تكو فارقت جسدك الطاهر الزاهد العفيف المتفاني ، فإنها لم تفارق جسدي بعد ..
منقول............زززززز
نور العين ما جفت دموعي وما أظنها ستجف قريبا أو بعيدا ..
وما أظنها تجف دموع العين حين يفقد الإنسان نور العين وروح القلب ..
أثناء أداء فريضة الحج وكانت عنك ، لا لأنك لم تحجي قبلا فقد أديت الفريضة بحمد الله وتوفيقه ثم تنفلت بأدائها سنوات بفضل الله ، غير أنني أديتها عنك لأنها كانت أمنية لك في لحظاتك الأخيرة أن تنعمي بعمرة وأن تتمتعي بها إلى الحج ..
في كل خطوة خطوتها في تلك المشاعر المقدسة والبقاع المباركة لم أتذكرك فأنا لم أنساك لأتذكرك ، وإنما افتقدتك ، وهطلت دموع العين مدرارا تقسم على المولى عز وجل برحمته وعفوه أن يشفع فيك خطوات مشيناها معا لأكثر من عشر سنوات كانت كلها بإذن الله -إن تقبلها بقبول حسن - ، هي في سبيل الله ..
لقد تغبرت قدماك في طرقات منى وأنت تمشين على هذا الصعيد الطاهر تنتقلين من فوق جسر الملك خالد بالقرب من مسجد الخيف ، إلى جسر الجمرات لرمي الجمار إن كان الوقت مساء ، أو لمرافقتي ومؤانستي لو اشتد الزحام ..
لقد هطلت وتهطل الدموع مدرارا ، ولا أظن سحبها ستنقشع .. مما جعلني أقف مع نفسي وقفة حازمة أسائلها : وهل تجدي الدموع شيئا ؟
وهل تقدم أو تؤخر ولو كانت لنور العين ؟
أليس الأجدى أن أقدم من نفسي الصبر والثبات ، وأن أقدم لك العمل تلو الآخر ؟
وأن أحفظك في نفسي وفي عيالنا لأصل بهم إلى بر الأمان ؟
حقيقة كانت الوقفة حازمة حاسمة .. لكنني وجدت في حرارة الدموع سلوى ، ففيها السلوى وفيها حر المصيبة معا ، فهي الداء وهي الدواء ، وكأنني أطلب الدواء بالداء كهذا الشاعر الذي نادى :
داوني بالتي كانت هي الداء ..
ربما أكون قد شددت على نفسي لا لأنسى ، فهيهات أن أنسى ، وهيهات أن تغيب روحك عني ، فلئن كانت روحك الحبيبة قد فارقت جسدك ، فإنها ما غادرت جسدي بعد .. وما أظنها تفارقه ، فهي توأم روحي ، توأمة من هذا النوع السيامي الذي يلتصق فيه التوأم بتوأمه .. فروحك وإن فارقت جسدك الحبيب تحيى بجسدي لم تفارقني لحظة ..
أقول ربما شددت على نفسي لأخفف من دموع تفضح مدى لوعتي ، وأنا الرجل الجليدي في أذهان كثير من المحيطين بي !
لكنني تذكرت من كتاب الله تعالى ومن سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم آثارا فيها للدموع قيمة ، وللدموع معنى ، وللدموع شيء قريب من العمل ، وأحيانا يفوق العمل !
حين تكون الدمعات حرى ، وحين تكون الدموع مخلصة ، وحين تكون الدموع متوافقة مع نزف القلب المثخن بالجراح والألم ..
تذكرت قوله تعالى ( ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون )التوبة92 ..
إنهم البكاؤون الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك يوم العسرة والشدة والمحنة يريدون الخروج معه لملاقاة العدو منعهم ألا يجدوا الدابة ولا السلاح فتولوا لا فرحين بالنجاة من خوض المعركة ، لكن تولوا يملأ قلوبهم حزن مخلص استجلب دموع أفاضت فاستحقت من إخلاصها أن يسجلها الله تبارك وتعالى من فوق سبع سماوات في قرآن كريم يتلى وتتعبد به أمة الإسلام إلى قيام الساعة ، فكانت دموعهم الحرات الصادقة المخلصة كدماء الشهداء سواء بسواء كلاهما مسجل في سجل الشرف والقبول في كتاب الله ..
وتذكرت دموع أخرى كذلك ، تلك الدموع الزكية الطاهرة ، دموع الرهبان التي تفيض حبا ورقة وخشوعا لما عرفوا من الحق .. ( ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين ) المائدة82-83
وأخذت من دموع يعقوب على ولده يوسف عليهما السلام ، شرعية دموعي على نور العين ..( وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم ، قالوا تالله تفتؤ تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين ، قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون )يوسف 84-86
ووجدت السلوى في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : عينان لا تمسهما النار ، عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله ..
والعين التي بكت من خشيت الله ، لم تحول هذه الخشية إلى عمل ملموس ، وهي بالتأكيد ستحول طاقة الخشية هذه إلى عمل خلاق ، فتكون الخشية الخلاقة ، وليست الفوضى الخلاقة .. غير أنها بدأت بدموع !
ولعل دموعي لك تكن مقدمة لحب خلاق .. تحول الأهداف التي ربما توقفت في بداية الطريق ، لأن المحرك الأساسي لها والممول الرئيس لها قد توقف به الطريق عند القبر ..
الممول الرئيس الذي يمول أهدافنا المشتركة بروحه وقلبه ومشاعره وأحاسيسه ومواساته حين تعصف بنا الطريق وتتأخر علينا النتائج وتشتد علينا الأزمات ، وتحيط بنا المحن ..
كانت هي تمولنا بروح من أرواح الجنة ، وهمسات من رقة همسات الفجر ، ولمسات من شفافية لمسات طيور الجنة ..
صدق المولى عز وجل – وهو صادق أبد الآبدين - إذ يقول : لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ..
فليس بالمال وحده ، وليس بالمال أبدا تمول الأهداف الكبرى في الحياة ، وإنما تمول بروح من روح الله ، ومودة وألفة لا يصنعها إلا الله ، ومشاعر وأحاسيس لا يهبها إلا الله .. ولقد فقدت الممول الذي وهبه الله وحباه بكل تلك الطاقات العملاقة الخلاقة المنتجة ، فتوقفت بنا الأهداف إلى حين ..
حين تنتج روحك الحية الحاضرة في جسدي المرتبطة بروحي ، حين تنتج تلك المشاعر النورانية الشفافة الرقراقة لتمول أهدافنا وتطورها ..
ووجدت السكن في قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو في حر الحزن على فقد ولده إبراهيم : إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولكنا لا نقول إلا ما يرضى ربنا ..
فحزن القلب لا راد له ، ودموع العين لا ممسك لها ، ولو فقدنا نور العين مرة أخرى من أجل نور العين ..
ستظل روحك معي لا تظللني ، ولا ترفرف حولي ، وإنما في جسدي متماسكة مع توأمها ، فإنها إن تكو فارقت جسدك الطاهر الزاهد العفيف المتفاني ، فإنها لم تفارق جسدي بعد ..
منقول............زززززز
فارس الكتائب- ضيف شرف
- عدد الرسائل : 350
المكان : الرياض
المهنة : طالب
الهواية : كرة القدم
تاريخ التسجيل : 27/03/2007
رد: دموع العين......
ما قصرت اخووووي الكريم فارس الكتائب
موضوع رائع تشكر عليه
اخووك في الله رفيق المحبة.
موضوع رائع تشكر عليه
اخووك في الله رفيق المحبة.
رد: دموع العين......
شكرا لك وجزاك الله خير
فارس الكتائب- ضيف شرف
- عدد الرسائل : 350
المكان : الرياض
المهنة : طالب
الهواية : كرة القدم
تاريخ التسجيل : 27/03/2007
رد: دموع العين......
جزاك الله خير
رفيق الدرب- مشرف
- عدد الرسائل : 1271
المكان : الله أعــــلـم
المهنة : لاأدري
الهواية : مــا أدري
تاريخ التسجيل : 17/03/2007
رد: دموع العين......
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
همة عالية- مشرفة عامة
- عدد الرسائل : 3252
المكان : في أرض الله الواسعة
تاريخ التسجيل : 14/11/2006
رد: دموع العين......
جزاك الله على الموضوع
شبل الإسلام- مشرف
- عدد الرسائل : 596
المكان : في أرض الحرمين
تاريخ التسجيل : 25/03/2007
رد: دموع العين......
فحزن القلب لا راد له ، ودموع العين لا ممسك لها ، ولو فقدنا نور العين مرة أخرى من أجل نور العين ..
.
.
.
نقل متميــــــز (* فارس الكتائب *)
دمـــــــــت متميـــــــزاً في مواضيـــ ع ـــك الرائــــعهـ..
.
.
هنوده- مشرفة
- عدد الرسائل : 1127
المكان : قــلبـــ يحترق على حال المسلمين
المهنة : طالبه
تاريخ التسجيل : 09/03/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى