الإلتزام وحقيقته
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الإلتزام وحقيقته
من طرف الرفيق الصالح 11.12.07 11:28
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : هذا الموضوع يحتاجه السائر إلى الله تبارك وتعالى، وينبغي أن يكون محل اهتمام كل عبدٍ من عباد الله ؛ وذلك لأن الإيمان يزيد وينقص، لاسيما في هذه الأزمان التي غلب عليها سمة الضعف لكثرة الملهيات والمشغلات ولكثرة الصوارف عن طريق الله المستقيم.
حقيقة الالتزام :
الالتزام هو : حالة قلبية قولية علمية تحمل صاحبها على التزام الشرع والسنة والاستمساك بهما علماً وعملاً ودعوةً وتعليماً .
وباعثها : معرفة الله حق المعرفة وتقديره حق قدره وإجلاله في القلب وتعظيم أمره ونهيه ومعرفة آلائه ومننه وشهود التقصير والذنب .
ويقارب لفظ (الالتزام) في الاصطلاح لفظ : (الاستقامة) ، لكنه أوسع وأشمل تضمناً لما يلتزم به . وإن كان الأخير هو اللفظ الوارد في الكتاب والسنة .
قال تعالى : ((إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُونَ)) (الأحقاف : 13) .
ومن السنة ما جاء في صحيح مسلم من حديث سفيان بن عبدالله الثقفي قال قلت يا رسول الله : ((قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحدا بعدك قال : قل آمنت بالله فاستقم )) أخرجه مسلم في صحيحه برقم (62) .
أسس الالتزام والاستقامة
يقول الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : اعلم أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل :
الأولى : العلم وهو المعرفة أي : معرفة الله ومعرفة رسوله ومعرفة دين الإسلام بالأدلة .
الثانية : العمل به .
الثالثة : الدعوة إليه .
الرابعة : الصبر على الأذى فيه .
علاج ضعف الالتزام :
1. الجدية في الالتزام وتربية النفس على الجد والحزم في التمسك والأخذ بهذا الدين.
2. دعاء الله والاستعانة به تبارك وتعالى: فالله سبحانه وتعالى بيده ملكوت كل شيء ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، ثمّ إن الله تبارك وتعالى قريب سميع مجيب الدعوات .
قال سبحانه : ((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)) (البقرة : 186) .
3. معرفة حقيقة الدنيا : وأن مصيرها إلى الزوال والفناء ، وأن كل هذه الشهوات تفنى وتنتهي وتزول إلا ما كان خالصاً لوجه الله الكريم ((كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجلالِ وَالإكْرَامِ)) (الرحمن : 26 ، 27 ) .
4. تذكر الموت، وما بعد الموت من شدائد وأهوال : فهذا الأمر يجعل العبد والسائر إلى الله دائماً ما يتذكر ما أعده الله لأهل طاعته فيجتهد، ويتذكر ما أعده الله لأهل معصيته فيخاف ويبتعد، لذا أمر عليه الصلاة والسلام بتذكر الموت، وأمر أصحابه وأمته بزيارة المقابر ففي سنن الترمذي من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أكثروا ذكر هادم اللذات يعني الموت)) .
5. مخالفة الهوى : وقد بين لنا ربنا حقيقة النفس فقال : ((إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ )) ( يوسف:53) .
6. تعاهد النفس على الأعمال الصالحة : من الإكثار من تلاوة القران، وكثرة ذكر الله تبارك وتعالى، والحرص على الصدقة، وعلى صلة الأرحام والأقارب، وقيام الليل، والمداومة على السنن الرواتب، وطلب العلم الشرعي، ومساعدة الفقراء وذوي الحاجة والفاقة، وتدبر كتاب الله عز وجل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وصلاة الضحى التي هي صلاة الأوابين التائبين، وصوم التطوع - وهذا بابه واسع - ، والذهاب للعمرة، وتعلق القلب بالله تبارك وتعالى، وببيوت الله تعالى، إلى غير تلك الأعمال .
7- البحث عن البيئة الصالحة : وهذه البيئة هي التي تعين بعد فضل الله وتوفيقه على الثبات .
8- عدم التسويف في الأعمال الصالحة والمبادرة الفورية للصالحات :
قال تعالى: ((وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)) (آل عمران 133).
9- ضبط النفس في الأمور المباحة : وعدم إغراق النفس في المباحات والتوسع فيها، فالتوسع في الأمور المباحة يشغل العبد عن مراده من عمارة الكون بطاعة الله تبارك وتعالى .
10. قصر الأمل .
11- عدم احتقار الصغائر من الذنوب
قال ابن الجوزي – رحمه الله –: ( كثير من الناس يتسامحون في أمور يظنونها قريبة و هي تقدح في الأصول كاستعارة طلاب العلم جزءاً لا يردونه، وقصد الدخول يتسامحون على من يأكل ليأكل معه، والتسامح بعرض العدو التذاذاً بذلك واستصغاراً لمثل هذا الذنب، وإطلاق البصر استهانة بتلك الخطيئة وأهون ما يصنع ذلك بصاحبه أن يحطه من مرتبة المتميزين بين الناس، أو فتوى من لا يعلم لئلا يقال : هو جاهل و نحو ذلك مما يظنه صغيرا وهو عظيم . صيد الخاطر ج /1 صفحة 137 .
هذا وأسأل الله أن يحي فساد قلوبنا وأن يهب لنا من لدنه رحمة إنه هو الوهّاب .
وصلى الله وسلم على محمد وعلى اله وصحبه أجمعين .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : هذا الموضوع يحتاجه السائر إلى الله تبارك وتعالى، وينبغي أن يكون محل اهتمام كل عبدٍ من عباد الله ؛ وذلك لأن الإيمان يزيد وينقص، لاسيما في هذه الأزمان التي غلب عليها سمة الضعف لكثرة الملهيات والمشغلات ولكثرة الصوارف عن طريق الله المستقيم.
حقيقة الالتزام :
الالتزام هو : حالة قلبية قولية علمية تحمل صاحبها على التزام الشرع والسنة والاستمساك بهما علماً وعملاً ودعوةً وتعليماً .
وباعثها : معرفة الله حق المعرفة وتقديره حق قدره وإجلاله في القلب وتعظيم أمره ونهيه ومعرفة آلائه ومننه وشهود التقصير والذنب .
ويقارب لفظ (الالتزام) في الاصطلاح لفظ : (الاستقامة) ، لكنه أوسع وأشمل تضمناً لما يلتزم به . وإن كان الأخير هو اللفظ الوارد في الكتاب والسنة .
قال تعالى : ((إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُونَ)) (الأحقاف : 13) .
ومن السنة ما جاء في صحيح مسلم من حديث سفيان بن عبدالله الثقفي قال قلت يا رسول الله : ((قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحدا بعدك قال : قل آمنت بالله فاستقم )) أخرجه مسلم في صحيحه برقم (62) .
أسس الالتزام والاستقامة
يقول الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : اعلم أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل :
الأولى : العلم وهو المعرفة أي : معرفة الله ومعرفة رسوله ومعرفة دين الإسلام بالأدلة .
الثانية : العمل به .
الثالثة : الدعوة إليه .
الرابعة : الصبر على الأذى فيه .
علاج ضعف الالتزام :
1. الجدية في الالتزام وتربية النفس على الجد والحزم في التمسك والأخذ بهذا الدين.
2. دعاء الله والاستعانة به تبارك وتعالى: فالله سبحانه وتعالى بيده ملكوت كل شيء ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، ثمّ إن الله تبارك وتعالى قريب سميع مجيب الدعوات .
قال سبحانه : ((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)) (البقرة : 186) .
3. معرفة حقيقة الدنيا : وأن مصيرها إلى الزوال والفناء ، وأن كل هذه الشهوات تفنى وتنتهي وتزول إلا ما كان خالصاً لوجه الله الكريم ((كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجلالِ وَالإكْرَامِ)) (الرحمن : 26 ، 27 ) .
4. تذكر الموت، وما بعد الموت من شدائد وأهوال : فهذا الأمر يجعل العبد والسائر إلى الله دائماً ما يتذكر ما أعده الله لأهل طاعته فيجتهد، ويتذكر ما أعده الله لأهل معصيته فيخاف ويبتعد، لذا أمر عليه الصلاة والسلام بتذكر الموت، وأمر أصحابه وأمته بزيارة المقابر ففي سنن الترمذي من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أكثروا ذكر هادم اللذات يعني الموت)) .
5. مخالفة الهوى : وقد بين لنا ربنا حقيقة النفس فقال : ((إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ )) ( يوسف:53) .
6. تعاهد النفس على الأعمال الصالحة : من الإكثار من تلاوة القران، وكثرة ذكر الله تبارك وتعالى، والحرص على الصدقة، وعلى صلة الأرحام والأقارب، وقيام الليل، والمداومة على السنن الرواتب، وطلب العلم الشرعي، ومساعدة الفقراء وذوي الحاجة والفاقة، وتدبر كتاب الله عز وجل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وصلاة الضحى التي هي صلاة الأوابين التائبين، وصوم التطوع - وهذا بابه واسع - ، والذهاب للعمرة، وتعلق القلب بالله تبارك وتعالى، وببيوت الله تعالى، إلى غير تلك الأعمال .
7- البحث عن البيئة الصالحة : وهذه البيئة هي التي تعين بعد فضل الله وتوفيقه على الثبات .
8- عدم التسويف في الأعمال الصالحة والمبادرة الفورية للصالحات :
قال تعالى: ((وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)) (آل عمران 133).
9- ضبط النفس في الأمور المباحة : وعدم إغراق النفس في المباحات والتوسع فيها، فالتوسع في الأمور المباحة يشغل العبد عن مراده من عمارة الكون بطاعة الله تبارك وتعالى .
10. قصر الأمل .
11- عدم احتقار الصغائر من الذنوب
قال ابن الجوزي – رحمه الله –: ( كثير من الناس يتسامحون في أمور يظنونها قريبة و هي تقدح في الأصول كاستعارة طلاب العلم جزءاً لا يردونه، وقصد الدخول يتسامحون على من يأكل ليأكل معه، والتسامح بعرض العدو التذاذاً بذلك واستصغاراً لمثل هذا الذنب، وإطلاق البصر استهانة بتلك الخطيئة وأهون ما يصنع ذلك بصاحبه أن يحطه من مرتبة المتميزين بين الناس، أو فتوى من لا يعلم لئلا يقال : هو جاهل و نحو ذلك مما يظنه صغيرا وهو عظيم . صيد الخاطر ج /1 صفحة 137 .
هذا وأسأل الله أن يحي فساد قلوبنا وأن يهب لنا من لدنه رحمة إنه هو الوهّاب .
وصلى الله وسلم على محمد وعلى اله وصحبه أجمعين .
الرفيق الصالح- صاحب جديد
-
عدد الرسائل : 24
المكان : السعوديه
المهنة : طالب علم
الهواية : الحب لعمل الخير
تاريخ التسجيل : 30/11/2007
رد: الإلتزام وحقيقته
من طرف الرفيق الصالح 11.12.07 11:29
أعذروني ياإخواني ليس هذا الموضع كاملا لأني اضطررت
لأن أحذف نصفه بسبب طول الرساله
وشكرا
لأن أحذف نصفه بسبب طول الرساله
وشكرا
الرفيق الصالح- صاحب جديد
- عدد الرسائل : 24
المكان : السعوديه
المهنة : طالب علم
الهواية : الحب لعمل الخير
تاريخ التسجيل : 30/11/2007
رد: الإلتزام وحقيقته
من طرف صحبة 11.12.07 15:27
جزاكم الله خيرا اخي وسدد خطاكم وتقبل منكم سائر الاعمال ... الالتزام هو ما يفتقده شباب الامة في عصرنا هذا ... لكن لا ألومهم ... لان المتمسك بدينه الان كالقابض على الجمر بسبب ما نراه من فساد وإنحلال ... فنسال الله لنا ولشباب المسلمين الهداية والمغفرة ... بارك الله بكم
صحبة- مدير عام
- عدد الرسائل : 2949
المكان : هنا في المنتدى
الهواية : كل ما له اهمية
تاريخ التسجيل : 09/08/2006 -
رد: الإلتزام وحقيقته
من طرف بن لادن قطر 11.12.07 20:56
جزاك الله خير
فعلا الموضوع مهم أسأل لله أن يهدي الضالين
فعلا الموضوع مهم أسأل لله أن يهدي الضالين
بن لادن قطر- مشرف
- عدد الرسائل : 318
المكان : قطر
الهواية : الدعوه إلى الله
تاريخ التسجيل : 27/10/2007
همة عالية- مشرفة عامة
-
عدد الرسائل : 3252
المكان : في أرض الله الواسعة
تاريخ التسجيل : 14/11/2006
نور الإسلام- صاحب متميز
- عدد الرسائل : 424
تاريخ التسجيل : 14/02/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى