حظ سعيد للحسنية

الكأس فضية بين أبناء الفوسفاط ونجوم الحسنية

أولمبيك خريبكة لطرد النحس ومعانقة التتويج الأول

وحسنية أكادير يتشبت بالحلم ويطارد اللقب الهارب


تفعيلا للسنة الحميدة التي تقرر العمل بها وعدم تأجيل نهايات كأس العرش حتى لا تتراكم، يخوض فريقا أولمبيك خريبكة وحسنية أكادير مباراة تاريخية، بحمولة فخرية تمثل لكلا الناديين هدفا كبيرا وغاية قصوى قاسمها المشترك هو خلو سجلهما وخزانتهما من هذه الكأس الفضية، وإن كانا معا قد خبرا أجواء اللقاءات النهائية، المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله سيكون إذن مسرحا لعرس كروي جدير بالمتابعة بين فريقين طموحين·

الحمولة الفخرية للكأس الفضية

ستحمل هذه الكأس رقم 49، هذا إذا علمنا أن نسخة 1972 لم يكتب لها أن تلعب للأحداث التي ميزت المغرب آنذاك، ومنذ النهاية الأولى والتي ابتسمت سنة 1957 لفريق مولودية وجدة كأول المتوجين على حساب الوداد البيضاوي إلى غاية اللقب الذي أحرزه الرجاء البيضاوي الموسم الماضي، يكون خمسة عشر ناديا تعاقب عمداءهم على حمل هذه الكأس التي تمثل بحمولتها الفخرية هدفا تسعى كل الأندية لنيله أو على الأقل لعب مباراته النهائية، على إعتبار الأجواء الإحتفالية والإستثنائية التي عادة ما تميز هذه اللقاءات والتي تجعلها عرسا كرويا بكل المقاييس يستقطب جمهورا قياسيا، وحضورا إعلاميا وازنا، وإذا كان الوداد البيضاوي يحظى بشرف تحطيم كل الأرقام القياسية الممكنة المواكبة لهذه المنافسات بدءا من بلوغه منصات التتويج بالذهب في 9 مناسبا وانتهاء يخوضه 15 مباراة نهائية في المجموع، فإن فارسا النهاية هذه المرة يشتركان في قاسم واحد يجمعهما، وهو أنهما في بحث جاد عن حمل الكأس الفضية للمرة الأولى، علما أنهما معا خسرا اللقاءات النهائية التي لعباها وإن تفاوتا في العدد، وبذلك تكون لهذه الكأس قيمتها الكبيرة بالمغرب على عكس ما هو شائع بدول أخرى، قيمة توازي قيمة لقب الدوري·

البحث عن التتويج الأول

التوحد في هذا المعطى والذي لا يعتبر ميزة في كل الحالات، يجعل من هذا اللقاء مناسبة لمعرفة الفريق رقم 15 الذي سيدخل نادي المتوجين، إذ أنه حتما أحد الفريقين سيطرد النحس ويفتض عذرية السجل ويعقد الصلح مع كأس ليس كل مرة تبتسم الأقدار، ويتحالف الحظ للعب مباراتها النهائية، إذ أن الفريق الفوسفاطي وحتى غزالة سوس يعلمان جيدا أن الطريق لم يكن مفروشا بالورود، وتطلب الوصول لهذه المحطة تجاوز 4 عقبات صعبة المسالك والدروب، وبالتالي وبغض النظر عن حجم التعبئة وتفاوت الحوافز سيكون اللقب المطلب الذي يوحد الفريقين ولو على رمزية العائد يبقى التتويج بوابة نحو ظهور قاري أو عربي والتباهي بمعانقة الذهب·· الحسنية إذن والأولمبيك في خط مستقيم وبحظوظ متساوية وبنهم وشراهة وتلهف صوب الكأس الأولى، التي ربما تمثل حلم ليس للفريقين فحسب بل لكل منطقة على حذى، كأس يعتبر نيلها تشريفا كبيرا وطموحا غاية في القمة، فلمن يبتسم الحظ ويعانق لقبا يتزامن مع حدث كبير إسمه الإحتفال بذكرى الإستقلال المجيد·

هل يضيع الفوسفاطيون كل شيء؟

هل يصدق على رجال مديح وصف من يريدها كاملة يتركها كاملة؟ أي حظ عاثر هذا يعاكس هذا الفريق الذي يقدم كرة نموذجية وتخونه السرعة النهائية عند كل مرة؟ فبعد أسبوع يمكن وصفه بالأسبوع الأسود في سجل الفريق، أقصي من تظاهرتين قارب أو كاد في مرات عدة محطات كبيرة منها، فقد خرج بسوء الحظ من دوري أبطال العرب أمام الإتحاد السعودي بركلات الحظ، وبعدها مباشرة أقصي بعدما كبرت أطماعه وآماله للعب نهاية كأس الكاف بل الأنكى من كل هذا هو حجم الصعاب والمعاناة والفاتورة الباهضة التي أداها موازاة مع هذا بفعل الإرهاق في رحلة استنزفت منه الشيء الكثير، ليبقى الخيار الوحيد هو إنقاذ ما يمكن إنقاذه في موسمه، بعد ضياع لقب دوري السنة الماضية والكأس أمام الرجاء والفوز بلقب هذه السنة على حساب غزالة سوس·

لن يكون مسموحا لرفاق التريكي بهامش آخر من الخطأ بعد بلوغ محطة النهاية في أربع مباريات سابقة، ويحققوا ما عجز عنه جيل (سيبوس، الغرف، حدومي، والأخوين فيدادي وحبابي)·· مبدئيا يبدو وصول الفريق الخريبكي للمباراة النهائية للموسم الثاني على التوالي وللمرة الخامسة في آخر 18 سنة تأكيد على قوة هذا الفريق وتطوره، لكن ما يعاب عليه هو إخفاقه في تتويج مجهوداته بشكل جيد، لذلك فهو مطالب بطرد النحس والفوز بأول لقب في كل المنافسات، لأن فريقا من حجم الأولمبيك بعروضه الكبيرة من المجحف والمخجل أن يبقى خارج نادي المتوجين داخل المغرب، وأمامه فرصة كبيرة ليفتتح بأول تاج وجميل جدا أن يكون فضيا·

الغزالة وحلم سوس العالمة

على عكس أولمبيك خريبكة ينضوي فريق حسنية أكادير تحت لواء الفائزين بلقب من الألقاب داخل المغرب، حيث يدين في جزء كبير من بلوغه لهذا الشرف للمدرب محمد فاخر الذي قاد الفريق للقبي البطولة موسمي 2001ـ2002·

وبذلك ينجو الفريق السوسي من السُّبة التي تتحول للازمة شهيرة داخل الملاعب الوطنية، "ماعندكوم حتى لقب"·· نكاية في الفرق التي يجافيها التتويج·· الغزالة سبق لها أن لعبت نهاية موسم 62ـ63 في إطار ديربي جهوي خسرته بشكل دراماتيكي وهتشكوكي، حينها في آخر دقيقة أمام الكوكب المراكشي بفضل الهداف كريمو حينها، الذي سجل في الدقيقة 119 بعد التمديد، فريق الحسنية الذي قطع مطافا مثاليا وأزاح فرقا قوية جدا، إذ أنه صاحب سابقة بإقصاء أندية الوداد والرجاء على التوالي ولو باعتذار من الأخير والنادي المكناسي، وبالتالي من أجل إعطاء قيمة لهذا المسار الموفق، يتعين تكليله بلقب كأس العرش في مباراة سيلعبها ممثل منطقة سوس بشعار "نكون أو لا نكون" أو الكل لأجل الكل، على إعتبار القيمة التي يمثلها الفوز بالكأس بسكان المنطقة ككل، والذين عبئوا جزءا كبيرا من مواردهم بهدف نيل كأس تبدو قريبة أكثر من أي وقت مضى، فهل يفعلها أوشريف ولحسايني في ختام مشوارهما ويعودا بالكأس لأكادير؟

طبق دسم وعرس حالم

بين طموحات مصطفى مديح ومجموعته المتجانسة لتعليل مسارهما الرائع والألمعي بفوز يبدو على الورق في المتناول وبين استماتة مولدوفان الذي تتهده مقصلة الإقالة في حالة الإخفاق بعد العروض المتواضعة في بداية البطولة والهزيمة في 3 مناسبات، تبرز حلاوة المواجهة التي ستزيد مع حضور كبير لعشاق المستديرة ولاشك، ولأن لقاءات الكأس يغيب عنها المنطق ولا تخضع لحساباته، فإن التكهن بنتيجة قبلية يعد ضربا من الخيال، حاليا الأولمبيك صاحب أقوى بداية في الدوري قد تكون الجزئية الفارقة في مباراته هاته هي عامل الإرهاق، كما قد يكون حافزا لثأر حضوره لإعلاء همة لاعبيه، في حين حسنية أكادير تعول على اللقب والكأس ليكون انطلاقتها الحقيقية صوب مرافئ النجاة بالدوري، هو لقاء يختلف عن سابقيه بين ناديين يعرفان بعضهما جيدا·· الحسنية إذن من أجل لقب ثالث محليا بعد لقبي البطولة وخريبكة لن تدخل جهدا من أجل العودة لمدينة الفوسفاط بأول لقب نوعي للمنطقة، المحذوفي وأوشريف ـ أقدار ولعبادي ـ الحسايني والتريكي ـ زندو وفلاح، ثنائيات ستحيل المباراة إلى طبق دسم، فرجة مضمونة، ألوان متوجهة في علم الغيب، وإن كانت الكفة تميل نسبيا لأبناء الفوسفاط·

منعم بلمقدم

بطاقة فارسا النهائي

أولمبيك خريبكة

- سنة التأسيس: 1923

- العنوان: ص·ب·160 اخريبكة

- الهاتف: 023-49-44-49

-المركب: الفوسفاط 8 آلاف متفرج

- ألقابه محليا: لاشيء

- ألقابه قاريا: لقب كأس الكؤوس العربية 1996

- بلع النهائي 4 مرات: 1989 ـ 1994 ـ 1995 ـ 2005

- الرئيس: أحمد الشاربي

- المدرب: مصطفى مديح

- مساعده: محمد قصير





[img]