الوقت
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الوقت
الوقت بين حرص السلف وتفريط الخلف
قال تعالي :
{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً }
الفرقان62
وقال المعصوم صلي الله عليه وسلم:
{ نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس , الصحة والفراغ}
قال قائل :
يامن بدنياه انشغل * * وغرّه طول الأمل
الموت يأتي بغتة * * والقبر صندوق العمل
وقال آخر :
(اضاعة الوقت من علامات المقت )
فمن علامة توفيق الله للعبد أن يجعله في شغل يفيد ويعود
عليه بخيري الدنيا والآخرة .
وقال الحسن البصري رحمه الله :
نعمت الدار الدنيا كانت للمؤمن , وذلك لأنه عمل قليلا وأخذ منها زاده الي الجنة .
وبئست الدار الدنيا كانت للكافر والمنافق وذلك لأنه أضاع منها لياليه
وأخذ منها زاده الي النار .
* * *
فالوقت رأس مال العبد وأنفاسه المعدودة خطاه الي القبر
فان ضيع وقته في غير ما يحب الله كان ندمه شديدا وحسرته عظيمة
لأن ما فات لا يمكن أن يرجع ويعود .
ويوم القيامة لا يتحسر أهل الجنة علي شيء الا علي ساعة
فاتت عليهم ولم يذكروا الله فيها .
ومجالس الدنيا الخالية من ذكر الله والصلاة علي نبيه صلي الله عليه وسلم
تكون حسرة علي أصحابها يوم القيامة كذلك فالكيس هو الذي يعرف
أهمية الوقت وأنه من أجلّ النّعم لكي يجتهد في شكرها .
* * *
أهمية الوقت
1– الوقت أعظم نعمة أنعمها الله علي الانسان
الوقت ليس من ذهب وانما هو الذهب أرأيت الرجل الذي قتل تسعة
وتسعين ثمّ كمّل المائة براهب صده عن التوبة
فلما ذهب الي العالم قال له : ومن يحول بينك وبين التوبة ؟
ثمّ أمره بالذهاب الي بلد به اناس يعبدون الله وفي منتصف الطريق
مات هذا الرجل فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب
فقالت فيه ملائكة الرحمة: جاء تائبا مقبلا الي الله بقلبه ,
فقالت ملائكة العذاب : لم يعمل خيرا قط .
فجاء ملك في صورة آدمي ليحكم بينهما
فقال : قيسوا ما بين الأرضين فالي أيتهما كان أقرب فهو له ,
فقاسوا فوجدوه أقرب الي الأرض التي أرادها فقبضته ملائكة الرحمة .
( الصحيحين )
* * *
فهذا الرجل في لحظات قصيرة من عمره تاب الي الله فدخل الجنة
وغفر له ما قد سلف كما قال تعالي :
{قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُواْ
فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينِ }
الأنفال38
فهذه اللحظات القصيرة من الوقت كانت سببا في ازالة الكثير من المعاصي
والآثام وهذا دليل الوقت ونفاسته وأهميته .
* * *
2 – لحظة الاحتضار
مما يبين قيمة الوقت وأهميته لحظة الاحتضار حين يقول العبد 000
{ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ }
الزمر56
متمنيا لحظات قليلة من الوقت يتزود فيها بالقليل من الطاعات
والأعمال الصالحة ولكن هيهات هيهات لأن الله لا يؤخر نفسا اذا جاء أجلها
كما قال تعالي :
{وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ
رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ }
المنافقون10
وقال تعالي أيضا :
{وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا
إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ }
إبراهيم 44
وقال تعالي :
{ حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي
أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ}
المؤمنون ( 99-100 )
فالكل يتمني لحظات من الوقت لعمل الصالحات فانظر يرحمك الله لقيمة الوقت
وخطورته في حياتنا اذا ما نحن ضيعناه في العبث واللهو .
* * *
3 – ابن آدم أيام
يقول الحسن البصري :
يا ابن آدم انما أنت أيام كلما ذهب يوم ذهب بعضك .
كما قال تعالي :
( قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ{112}
قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ{113}
قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ{114} )
المؤمنون
فالعاقل ليس عنده وقت يضيعه لأن اللحظة التي تمر عليه لا تعود
الي يوم القيامة
ويقول الحسن البصري رحمه الله :
أدركت أقواما كان أحدهم أشح علي عمرة منه علي درهمه .
وذلك لأن العمر اذا ضاع فات ولم يعد ولم يعوض عكس الدرهم
اذا ضاع يوما وارتحل فيمكن له أن يعود .
وقال الوزير ابن هبيرة وهو شيخ ابن الجوزي :
والوقت أنفس ما عنيت بحفظه * * وأراه أسهل ما عليك يضيع
* * *
4 – ما مضي من الوقت لا يعود
يقول الحسن البصري:
ما من يوم ينشق فجره الا ينادي ( يا ابن آدم : أنا خلق جديد وعلي
عملك شهيد فتزود مني فاني اذا مضيت لا أعود الي يوم القيامة )
* * *
5 – نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس
قال رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم :
( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس ,الصحة والفراغ)
والمعني : أن العبد يضيع وقته وهو صحيح البدن ثم يندم بعد ذلك
اذا حقت الحقائق يوم القيامة وشاهد ثواب المطيعين وعقاب العاصين
فيكون يومئذ من المغبونين وسمي يوم القيامة بيوم التغابن
وذلك لكثرة المغبونين فيه.
وحتي أهل الجنة لا يتحسرون الا علي ساعة مرت عليهم في الدنيا
لم يذكروا الله فيها .
ومجالس الدنيا الخالية من ذكر الله تعالي والصلاة علي النبي صلي الله عليه
وسلم تكون حسرة علي أصحابها يوم القيامة .
ان الصحة ضيف عابر علي الانسان يعقبها المرض وأيضا الفراغ
ضيف عابر يعقبه الانشغال فمنح الله العبد هاتين النعمتين
فان أحسن ووضعهما في موضعهما الذي أراده الله منه فهو المغبوط
وان كان العكس فهو المغبون.
* * *
6 – الوقت سريع الانقضاء
قال تعالي :
{ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا }
النازعات 46
وقال تعالي :
{ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ }
يونس 45
وفي الأثر :
ان نوحا عليه السلام جاءه ملك الموت قائلا :
يا أطول الأنبياء عمرا كيف وجدت الدنيا ؟
فقال : وجدتها كأنها لها بابان دخلت من أحدهما وخرجت من الآخر .
وقال آخر :
مرت سنون بالوصال وبالهنا * * فكأنها من قصرها أيام
ثم انثنت أيام هجر بعدها * * فكأنها من طولها أعوام
ثم انقضت تلك السنون * * وأهلها فكأنها وكأنهن أحلام
وقال آخر :
فما دام الموت نهاية كل حي فمهما طال عمر الانسان فهو قصير
لأن البعيد ما ليس بآت وكلما هو آت قريب.
وقال قتادة :
اعلموا أن طول العمر حجة فنعوذ بالله أن نغتر بطول العمر.
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال :
لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتي يسأل عن أربع خصال:
عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه
وفيما أنفقه وعن عمله ماذا عمل فيه .
اختبار عصيب وامتحان رهيب 00000
أربع أسئلة اجبارية منها اثنان في مادة الوقت .
وتقول حفصة بنت سيرين للشباب:
يا معشر الشباب خذوا من أنفسكم وأنتم شباب فاني
ما رأيت العمل الا في الشباب .
وقال صلي الله عليه وسلم:
من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ألا ان سلعة الله غالية
ألا أن سلعة الله الجنة .
أدلج : أي مشي بالليل والمعني أن من خاف فوات شيء
واصل السير ليلا ونهارا ليصل في موعده .
وهل الجنة لا تساوي عندنا الدنيا ؟!!
* * *
مضيعات الوقت
1- اضاعة الوقت في الكلام .
2 - وفي النظر .
3 - وفي المخالطة.
4 - وفي النوم .
5 - وفي المحرمات .
* * *
كيف يستثمر المسلم الوقت ؟
1 - التفقه في الدين وطلب العلوم الشرعية .
2 - اتباع السنة .
3- الدعوة الي الله تعالي .
4 - لزوم الجماعة .
5 - تلاوة القرآن الكريم .
6 - عمارة المسجد .
7 - الجهاد في سبيل الله .
8 - قضاء حاجات الخلق .
9 – المخالطة النافعة .
* * *
التسويف
من أشد الأمراض انتشارا في مجتمعات المسلمين مرض التسويف
أي التأجيل .
يقول الغزالي رحمه الله :
أعلم أن من له أخوان غائبان وينتظر قدوم أحدهما في غد
وينتظر قدوم الآخر بعد شهر أو سنة فلا يستعد للذي يقدم بعد شهر
أو سنة ولكن يستعد للذي يقدم غدا .
فمن يضمن أن يكون له غدا * * وأن يكون غدا من عمره
* * *
آفات التسويف
1 - اعتقاد العبد أنه سيفرغ في مستقبل أيامه وهذا وهم منه وسراب
لأن المعلوم أن العبد اذا تقدمت سنه زادت مسئولياته وزادت علاقاته
بالناس وضاق الوقت عليه وقلت قدرته وطاقته .
2 - من المعلوم أن كل وقت له عمل وليس هناك فراغ فاذا فات عمل
اليوم اجتمع علي العبد عمل يومين وهكذا.
3 - لا يضمن العبد أن يعيش الي الغد .
4 - وحتي لو ضمن العبد أن يعيش الي الغد فهل يضمن
أن لا يكون في الغد مزيد من المشاغل والعوائق والبلاء والأمراض
التي تمنعه عن فعل ما فاته .
5 - التسويف يعود النفس علي تأخير الطاعات وتأجيلها
حتي تصير عادة لا يمكن فطامها منه .
6 – من آفات التسويف الخطيرة مصاحبة البطالين والفجار .
00000
المصدر : كتاب الوقت بين حرص السلف وتفريط الخلف
تأليف : أبو محمد أنور بن سعيد البيلاوي
م ن ق ول
قال تعالي :
{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً }
الفرقان62
وقال المعصوم صلي الله عليه وسلم:
{ نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس , الصحة والفراغ}
قال قائل :
يامن بدنياه انشغل * * وغرّه طول الأمل
الموت يأتي بغتة * * والقبر صندوق العمل
وقال آخر :
(اضاعة الوقت من علامات المقت )
فمن علامة توفيق الله للعبد أن يجعله في شغل يفيد ويعود
عليه بخيري الدنيا والآخرة .
وقال الحسن البصري رحمه الله :
نعمت الدار الدنيا كانت للمؤمن , وذلك لأنه عمل قليلا وأخذ منها زاده الي الجنة .
وبئست الدار الدنيا كانت للكافر والمنافق وذلك لأنه أضاع منها لياليه
وأخذ منها زاده الي النار .
* * *
فالوقت رأس مال العبد وأنفاسه المعدودة خطاه الي القبر
فان ضيع وقته في غير ما يحب الله كان ندمه شديدا وحسرته عظيمة
لأن ما فات لا يمكن أن يرجع ويعود .
ويوم القيامة لا يتحسر أهل الجنة علي شيء الا علي ساعة
فاتت عليهم ولم يذكروا الله فيها .
ومجالس الدنيا الخالية من ذكر الله والصلاة علي نبيه صلي الله عليه وسلم
تكون حسرة علي أصحابها يوم القيامة كذلك فالكيس هو الذي يعرف
أهمية الوقت وأنه من أجلّ النّعم لكي يجتهد في شكرها .
* * *
أهمية الوقت
1– الوقت أعظم نعمة أنعمها الله علي الانسان
الوقت ليس من ذهب وانما هو الذهب أرأيت الرجل الذي قتل تسعة
وتسعين ثمّ كمّل المائة براهب صده عن التوبة
فلما ذهب الي العالم قال له : ومن يحول بينك وبين التوبة ؟
ثمّ أمره بالذهاب الي بلد به اناس يعبدون الله وفي منتصف الطريق
مات هذا الرجل فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب
فقالت فيه ملائكة الرحمة: جاء تائبا مقبلا الي الله بقلبه ,
فقالت ملائكة العذاب : لم يعمل خيرا قط .
فجاء ملك في صورة آدمي ليحكم بينهما
فقال : قيسوا ما بين الأرضين فالي أيتهما كان أقرب فهو له ,
فقاسوا فوجدوه أقرب الي الأرض التي أرادها فقبضته ملائكة الرحمة .
( الصحيحين )
* * *
فهذا الرجل في لحظات قصيرة من عمره تاب الي الله فدخل الجنة
وغفر له ما قد سلف كما قال تعالي :
{قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُواْ
فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينِ }
الأنفال38
فهذه اللحظات القصيرة من الوقت كانت سببا في ازالة الكثير من المعاصي
والآثام وهذا دليل الوقت ونفاسته وأهميته .
* * *
2 – لحظة الاحتضار
مما يبين قيمة الوقت وأهميته لحظة الاحتضار حين يقول العبد 000
{ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ }
الزمر56
متمنيا لحظات قليلة من الوقت يتزود فيها بالقليل من الطاعات
والأعمال الصالحة ولكن هيهات هيهات لأن الله لا يؤخر نفسا اذا جاء أجلها
كما قال تعالي :
{وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ
رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ }
المنافقون10
وقال تعالي أيضا :
{وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا
إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ }
إبراهيم 44
وقال تعالي :
{ حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي
أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ}
المؤمنون ( 99-100 )
فالكل يتمني لحظات من الوقت لعمل الصالحات فانظر يرحمك الله لقيمة الوقت
وخطورته في حياتنا اذا ما نحن ضيعناه في العبث واللهو .
* * *
3 – ابن آدم أيام
يقول الحسن البصري :
يا ابن آدم انما أنت أيام كلما ذهب يوم ذهب بعضك .
كما قال تعالي :
( قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ{112}
قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ{113}
قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ{114} )
المؤمنون
فالعاقل ليس عنده وقت يضيعه لأن اللحظة التي تمر عليه لا تعود
الي يوم القيامة
ويقول الحسن البصري رحمه الله :
أدركت أقواما كان أحدهم أشح علي عمرة منه علي درهمه .
وذلك لأن العمر اذا ضاع فات ولم يعد ولم يعوض عكس الدرهم
اذا ضاع يوما وارتحل فيمكن له أن يعود .
وقال الوزير ابن هبيرة وهو شيخ ابن الجوزي :
والوقت أنفس ما عنيت بحفظه * * وأراه أسهل ما عليك يضيع
* * *
4 – ما مضي من الوقت لا يعود
يقول الحسن البصري:
ما من يوم ينشق فجره الا ينادي ( يا ابن آدم : أنا خلق جديد وعلي
عملك شهيد فتزود مني فاني اذا مضيت لا أعود الي يوم القيامة )
* * *
5 – نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس
قال رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم :
( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس ,الصحة والفراغ)
والمعني : أن العبد يضيع وقته وهو صحيح البدن ثم يندم بعد ذلك
اذا حقت الحقائق يوم القيامة وشاهد ثواب المطيعين وعقاب العاصين
فيكون يومئذ من المغبونين وسمي يوم القيامة بيوم التغابن
وذلك لكثرة المغبونين فيه.
وحتي أهل الجنة لا يتحسرون الا علي ساعة مرت عليهم في الدنيا
لم يذكروا الله فيها .
ومجالس الدنيا الخالية من ذكر الله تعالي والصلاة علي النبي صلي الله عليه
وسلم تكون حسرة علي أصحابها يوم القيامة .
ان الصحة ضيف عابر علي الانسان يعقبها المرض وأيضا الفراغ
ضيف عابر يعقبه الانشغال فمنح الله العبد هاتين النعمتين
فان أحسن ووضعهما في موضعهما الذي أراده الله منه فهو المغبوط
وان كان العكس فهو المغبون.
* * *
6 – الوقت سريع الانقضاء
قال تعالي :
{ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا }
النازعات 46
وقال تعالي :
{ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ }
يونس 45
وفي الأثر :
ان نوحا عليه السلام جاءه ملك الموت قائلا :
يا أطول الأنبياء عمرا كيف وجدت الدنيا ؟
فقال : وجدتها كأنها لها بابان دخلت من أحدهما وخرجت من الآخر .
وقال آخر :
مرت سنون بالوصال وبالهنا * * فكأنها من قصرها أيام
ثم انثنت أيام هجر بعدها * * فكأنها من طولها أعوام
ثم انقضت تلك السنون * * وأهلها فكأنها وكأنهن أحلام
وقال آخر :
فما دام الموت نهاية كل حي فمهما طال عمر الانسان فهو قصير
لأن البعيد ما ليس بآت وكلما هو آت قريب.
وقال قتادة :
اعلموا أن طول العمر حجة فنعوذ بالله أن نغتر بطول العمر.
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال :
لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتي يسأل عن أربع خصال:
عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه
وفيما أنفقه وعن عمله ماذا عمل فيه .
اختبار عصيب وامتحان رهيب 00000
أربع أسئلة اجبارية منها اثنان في مادة الوقت .
وتقول حفصة بنت سيرين للشباب:
يا معشر الشباب خذوا من أنفسكم وأنتم شباب فاني
ما رأيت العمل الا في الشباب .
وقال صلي الله عليه وسلم:
من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ألا ان سلعة الله غالية
ألا أن سلعة الله الجنة .
أدلج : أي مشي بالليل والمعني أن من خاف فوات شيء
واصل السير ليلا ونهارا ليصل في موعده .
وهل الجنة لا تساوي عندنا الدنيا ؟!!
* * *
مضيعات الوقت
1- اضاعة الوقت في الكلام .
2 - وفي النظر .
3 - وفي المخالطة.
4 - وفي النوم .
5 - وفي المحرمات .
* * *
كيف يستثمر المسلم الوقت ؟
1 - التفقه في الدين وطلب العلوم الشرعية .
2 - اتباع السنة .
3- الدعوة الي الله تعالي .
4 - لزوم الجماعة .
5 - تلاوة القرآن الكريم .
6 - عمارة المسجد .
7 - الجهاد في سبيل الله .
8 - قضاء حاجات الخلق .
9 – المخالطة النافعة .
* * *
التسويف
من أشد الأمراض انتشارا في مجتمعات المسلمين مرض التسويف
أي التأجيل .
يقول الغزالي رحمه الله :
أعلم أن من له أخوان غائبان وينتظر قدوم أحدهما في غد
وينتظر قدوم الآخر بعد شهر أو سنة فلا يستعد للذي يقدم بعد شهر
أو سنة ولكن يستعد للذي يقدم غدا .
فمن يضمن أن يكون له غدا * * وأن يكون غدا من عمره
* * *
آفات التسويف
1 - اعتقاد العبد أنه سيفرغ في مستقبل أيامه وهذا وهم منه وسراب
لأن المعلوم أن العبد اذا تقدمت سنه زادت مسئولياته وزادت علاقاته
بالناس وضاق الوقت عليه وقلت قدرته وطاقته .
2 - من المعلوم أن كل وقت له عمل وليس هناك فراغ فاذا فات عمل
اليوم اجتمع علي العبد عمل يومين وهكذا.
3 - لا يضمن العبد أن يعيش الي الغد .
4 - وحتي لو ضمن العبد أن يعيش الي الغد فهل يضمن
أن لا يكون في الغد مزيد من المشاغل والعوائق والبلاء والأمراض
التي تمنعه عن فعل ما فاته .
5 - التسويف يعود النفس علي تأخير الطاعات وتأجيلها
حتي تصير عادة لا يمكن فطامها منه .
6 – من آفات التسويف الخطيرة مصاحبة البطالين والفجار .
00000
المصدر : كتاب الوقت بين حرص السلف وتفريط الخلف
تأليف : أبو محمد أنور بن سعيد البيلاوي
م ن ق ول
فارس الكتائب- ضيف شرف
- عدد الرسائل : 350
المكان : الرياض
المهنة : طالب
الهواية : كرة القدم
تاريخ التسجيل : 27/03/2007
رد: الوقت
أشكرك أخوي رفيق الحبة
فارس الكتائب- ضيف شرف
- عدد الرسائل : 350
المكان : الرياض
المهنة : طالب
الهواية : كرة القدم
تاريخ التسجيل : 27/03/2007
رد: الوقت
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ووفقكم لما يحب ويرضى
همة عالية- مشرفة عامة
- عدد الرسائل : 3252
المكان : في أرض الله الواسعة
تاريخ التسجيل : 14/11/2006
رد: الوقت
الله يدخلك الجنة
رفيق الدرب- مشرف
- عدد الرسائل : 1271
المكان : الله أعــــلـم
المهنة : لاأدري
الهواية : مــا أدري
تاريخ التسجيل : 17/03/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى